من أهم مزايا حكومة الدكتور حازم الببلاوى وجود عدد قليل من الوزراء لم تشغلهم السياسة بقدر اهتمامهم بمصالح البلد، لذلك تجدهم أقرب لقلوب المصريين عن غيرهم، خاصة حينما تولوا المسؤولية فى الظرف الحرج الذى كانت تعيشه مصر بعد 30 يونيو وهدفهم هو تحقيق أهدف ملايين المصريين الذين خرجوا للشوارع. من هؤلاء الوزراء نبيل فهمى وزير الخارجية الذى أتابع نشاطه وتحركاته عن قرب، ورأيت كيف أن الوقت قيمته كبيرة عند هذا الرجل، فهو لا يهدر دقيقة إلا فى تحقيق ما يفيد به مصر داخليا وخارجيا، فمنذ توليه مسؤولية الوزارة بعد 30 يونيو وحتى الآن، قامت الخارجية تحت يديه بتحركات على المستوى الدولى لتحقيق وتحصين المصالح المصرية بما يعكس الإرادة الشعبية، بالتوازى مع جهود مكثفة لكل قطاعات الوزارة فى القضايا التى تهم المواطن المصرى، وفى مقدمتها دعم التنمية الاقتصادية ورعاية مصالح المواطنين المصريين فى الخارج. الراصد لتحركات الخارجية منذ 30 يونيو سيجد أنها وضعت نصب أعينها أن ما يحكم سياسة مصر الخارجية هو المصلحة الوطنية المصرية، واعتبارات الأمن القومى المصرى، وليست الاعتبارات الأيديولوجية، لذلك فإنها حددت ثلاثة محاور رئيسية للسياسة الخارجية المصرية أعلنها نبيل فهمى صراحة، وتتلخص فى الدفاع عن الثورة خارجياً، وحشد الدعم لها وتوضيح حقيقة ما حدث فى مصر من ثورة شعبية، وإعادة مركزة مصر كدولة ريادية فى الدوائر العربية والأفريقية، وتفعيل دورها المحورى فى أهم القضايا الإقليمية. بعد ستة أشهر من تولى فهمى الخارجية، نجح فى تخطى المرحلة الأولى من الظرف التاريخى الذى تمر به البلاد، وهى المرحلة التى ارتكزت حول الدفاع عن ثورة 30 يونيو وتصحيح الصورة المغلوطة لدى البعض فى العالم الخارجى، بزعم أن ما حدث فى مصر هو انقلاب عسكرى، كما نجح من خلال تواصل الوزارة والبعثات الدبلوماسية بالخارج مع الحكومات والجهات الرسمية فى دول العالم، فضلاً على وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة وجهات المجتمع المدنى فى تلك الدول، فى أن تصحح المعلومات المغلوطة والانطباعات السلبية، وانعكس هذا النجاح فى عدم استخدام أى دولة فى العالم مصطلح «انقلاب» فى أى من البيانات الرسمية الصادرة عنها، بالإضافة إلى التحسن الملاحظ فى موقف عدد كبير من الدول والزيارات المتبادلة بين وزير الخارجية وكبار مسؤولى تلك الدول وتصريحاتهم الداعمة للموقف المصرى، كما تحركت وزارة الخارجية بشكل مكثف لمنع تدويل ما يحدث فى مصر من حراك سياسى ومجتمعى سواء فى مجلس الأمن أو مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أو فى منظمة التعاون الإسلامى أو الاتحاد الأوروبى وغيرها من المحافل الإقليمية والدولية. الأهم من ذلك أن وزارة الخارجية حولت عملها من مرحلة الدفاع إلى الهجوم متجاوزاً لمرحلة الدفاع عن الثورة والتأكيد على شرعيتها الشعبية، حيث بدأت عملية تفعيل الدور المصرى على المستويين الإقليمى والدولى والإسهام فى القضايا البارزة والطارئة، وعملت على إنعاش علاقات مصر الخارجية خاصة مع بعض الدول التى كانت قد أُهِملت من قِبَل مصر فى الفترة الماضية مثل روسيا والهند والصين، وذلك فى إطار سياسة تنويع البدائل وتعزيز الخيارات المصرية فى السياسة الخارجية بهدف ترسيخ استقلالية القرار المصرى الخارجى وإعلاء المصلحة الوطنية، فضلاً على التحرك للتقارب وتعميق التعاون مع دول القارة الأفريقية والتى تمثل أحد ركائز الأمن القومى والمصلحة الوطنية المصرية عن طريق ترتيب عدد من الجولات المهمة للوزير نبيل فهمى فى القارة، وإيفاد 8 مبعوثين رئاسيين من الدبلوماسيين المخضرمين إلى غالبية دول الاتحاد الأفريقى، كما طرحت وزارة الخارجية فكرة إنشاء الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والتى ستمثل إطاراً أشمل للتعاون بين مصر والدول الأفريقية والإسلامية، وغيرها من الدول الصديقة النامية. وتأكيدا على عودة مصر إلى الساحة الدولية كلاعب محورى ومبادر فى أهم القضايا الدولية، قام نبيل فهمى خلال اللقاء أمام الدورة ال68 للجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك فى سبتمبر الماضى بطرح المبادرة المصرية لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وانطلاقا من هذه المبادرة عقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعاً على مستوى المندوبين الدائمين فى 11 نوفمبر الماضى بناءً على طلب مصر بهدف استعراض المبادرة والنظر فى سبل تنفيذ بنودها، وأقر المجلس بالإجماع قرارا يؤيد المبادرة، والعمل على توفير الدعم السياسى والعملى لتنفيذها. وفى الوقت نفسه الذى كانت تعمل وزارة الخارجية فيه على تفعيل دور مصر إقليمياً ودولياً، كانت الوزارة والبعثات الدبلوماسية بالخارج تعمل على جذب السياحة الوافدة إلى البلاد، وحشد الدعم الاقتصادى والتنموى وجذب الاستثمار، حيث قام عدد من الشركاء الإقليميين والدوليين بتقديم المساعدات المالية والفنية وإنشاء مشاريع استثمارية كبيرة فى مصر.. وضمن أبرز هذه المساعدات والمشروعات جاءت المنحة التى قدمتها الحكومة الصينية إلى مصر بقيمة 150 مليون يوان لتنفيذ مشروعات تنموية وتجارية، والتى تم الإعلان عنها خلال زيارة وزير الخارجية إلى بكين عقب لقائه مع نائب وزير الخارجية الصينى، بالإضافة إلى توقيع عقد خلال زيارة الوزير إلى كوريا الجنوبية بقيمة 4.8 مليار دولار لإنشاء مجمع للبتروكيماويات فى منطقة العين السخنة بمشاركة كورية فى التمويل بنسبة %30 إلى جانب كونسورتيوم دولى، مما يسهم فى خلق 20 ألف فرصة عمل خلال فترة الإنشاءات وحوالى 20 ألف فرصة عمل أخرى خلال فترة بدء الإنتاج، كما نتج عن جهود الوزارة والبعثات الدبلوماسية رفع حظر السفر المفروض على مصر من قبل أكثر من 30 دولة بعد توضيح وإبراز حقيقة الوضع الأمنى فى مصر وتزايد استقراره يوما تلو الآخر. وخلال قيام وزارة الخارجية بتلك الجهود، كانت الوزارة دائماً تحرص على إعلاء الكرامة المصرية واستقلالية القرار المصرى، حيث إن السياسة الخارجية المصرية عقب ثورة 30 يونيو اتسمت بالرفض القاطع للمشروطية السياسية والتدخل فى الشؤون الداخلية، متبعة لمنهج التعامل بالند وبلغة المصالح المشتركة، ومن أبرز القرارات التى أوضحت عزم وزارة الخارجية على إعلاء الكرامة المصرية، كان قرار تخفيض مستوى العلاقات مع تركيا إلى مستوى وزير مفوض وسحب السفير المصرى فى أنقرة، واعتبار السفير التركى فى القاهرة شخصا غير مرغوب فيه بعد التدخلات السافرة والمستمرة لرئيس وزراء تركيا فى الشأن المصرى، بالإضافة للقرار الذى اتخذه الوزير نبيل فهمى عقب تولى منصبه بإعادة تقييم العلاقات الثنائية مع كل الدول ومراجعة جميع المساعدات التى تتلقاها مصر من قبل دول أجنبية، وذلك فى إطار بلورة سياسة خارجية مصرية جديدة تحقق من جانب التوازن بين تحقيق المصلحة الوطنية والتعبير عن الإرادة الشعبية، وتضمن من جانب آخر تنويع البدائل من خلال إضافة شركاء وأصدقاء جدد دونما خصم فى علاقاتنا مع دول كبرى. لمزيد من التحقيقات.. انفراد.. "الإسكان" تدرس تشريع جديد لتصالح المخالفين.. محلب: الهدف من التشريع التعامل مع المخالفات بدون ترخيص.. ولن نتصالح مع من اعتدى على الأراضى الزراعية أو أملاك الدولة القوى المدنية تشيد بقرار السماح للمواطنين بالتصويت بأماكن تواجدهم فى الاستفتاء.."التجمع": يرفع نسبة المشاركة ل80%.. "تيار الاستقلال" ينقذ 8 ملايين صوت من الضياع.. و"مصر القوية" يبدى تحفظه كالعادة ليلة ساخنة بسيناء.. تكثيف التواجد قرب حدود غزة.. وإطلاق النار على فلسطينيين أثناء تسللهما عبر الأنفاق.. ومديرية الأمن تضبط ذخائر وقذيفة "أر بى جى" و45 هارباً.. والجيش يدمر مخزن متفجرات بالشيخ زويد