سيبقى الموسم الحالى الذى ينطلق اليوم مهددًا بالإلغاء فى كل لحظة، بسبب 4 مشكلات تمثل قنابل موقوتة تهدد استمرار ذلك الموسم نستعرضها فى السطور التالية .. 1 - الدورى بين مطرقة الانتخابات وسندان المونديال سيظل الموسم الحالى من الدورى العام الممتاز يعانى نفس حالة التهديد التى عانى منها النشاط الكروى المحلى منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، وبعد الثلاثين من يونيو عادت مصر إلى نقطة الصفر مجددًا، بعد أن ظن الجميع أن البلاد فى طريقها للاستقرار على إثر انتخاب محمد مرسى كأول رئيس جمهورية مدنى، إلا أن الأحداث السياسية التى لا تزال تبلغ ذروتها فى مصر ستجعل من موسم الدورى 2013 / 2014 على شفا حفرة من الإلغاء فى أى وقت، فالدورى المقرر انطلاقه اليوم سيشهد أول المحطات الحرجة بعد بدايته بعشرين يومًا فقط، وذلك مع موعد الاستفتاء على الدستور الجديد المحدد له يومى 14 و15 يناير 2014. الدستور وحده لن يكن أول الإنذارات لاستمرار الدورى المحلى، فمصر مقبلة فى العام المقبل على العديد من المنعطفات والأحداث السياسية المرتقبة، أبرزها انتخابات مجلس الشعب، وسيأتى من بعدها الحدث الأهم الذى سيشغل مصر بأكملها المتمثل فى الانتخابات الرئاسية، الأمر الذى قد يحول الأنظار تمامًا عن أى نشاط رياضى فى مصر، ناهيك عن الصعوبة التى سيواجهها الأمن ووزارة الداخلية ما بين تأمين الانتخابات والمطالبة بتأمين مباريات الدورى، مما سيهدد الدورى بالتأجيل لحين الانتهاء من ذلك الحدث المرتقب. الأمر الذى قد لا يلتفت إليه الكثيرون، هو انطلاق بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل يوم 12 يونيو المقبل، الأمر الذى يتطلب معه توقف نشاط كرة القدم فى مختلف أنحاء العالم لمتابعة الحدث الأهم والأبرز للساحرة المستديرة كل أربع سنوات، بما يعنى ضرورة انتهاء الموسم المحلى فى مصر فى الأسبوع الأول من يونيو على أقصى تقدير، فهل سينجو الدورى المحلى من التأجيلات الناتجة عن الأحداث السياسية وسينجح اتحاد الكرة فى إنهاء المسابقة قبل انطلاق فعاليات المونديال؟. 2- الجمهور .. الغائب الحاضر !! لم تعد قوات الأمن فى الفترة الحالية بمقدرتها على تأمين مباريات لكرة القدم وسط حضور جماهيرى، ورغم هدوء عاصفة الغضب الجماهيرى قليلًا بعد أحداث مجزرة استاد بورسعيد فى الأول من فبراير لعام 2012، إلا أن العلاقة تبقى مضطربة بين الطرفين لفترة طويلة، فروابط الألتراس على وجه التحديد أدخلت مفهومًا جديدًا على التشجيع فى مصر، ولم تعد الجماهير تلك التى تجلس فى المدرجات لتشاهد فى صمت وتهتف مع الأهداف أو الفرص الخطيرة فقط، وإنما بات للجمهور كلمة وتأثير على قرارات مجالس إدارات الأندية بل وقيادات اتحاد الكرة ووزارة الرياضة فى بعض الأحيان. التجربة التى خاضتها قوات الأمن لاستعادة الحضور الجماهيرى فى المدرجات أثبتت فشلها فى استاد المقاولون العرب، بعد أحداث الشغب من جانب رابطة |ألتراس أهلاوى "صباح يوم المباراة النهائية لدورى أبطال إفريقيا نوفمبر الماضى بين الأهلى وأورلاندو بيراتس الجنوب إفريقى، الأمر الذى دفع القيادات الأمنية والرياضية للاتفاق على استحالة عودة الجماهير إذا ما أرادوا عودة النشاط الكروى المحلى. ورغم إقرار انطلاق مباريات الموسم الجديد بدون حضور جماهيرى، إلا أن ذلك لن يمنع شبح الأرق الذى سيطارد قوات الأمن مع كل مباراة، فى ظل احتمالية لتهديد جماهير أى ناد باقتحام الملعب للحصول على أحقيتها المزعومة بمؤازرة فريقها، والشواهد فى العامين الماضيين خير دليل على أن تكرار اقتحام الجماهير للمدرجات احتمال قائم وبقوة، ناهيك عن الصداع المزمن الذى سيؤرق قوات الأمن من جماهير ألتراس أهلاوى بالتحديد مع كل تحرك لنادى المصرى البورسعيدى لخوض مباراة له سواء على ملعب السويس أو خارج أرضه خشية وقوع اشتباكات أو التعرض للاعبى النادى البورسعيدى كنوع من الثأر لأحداث مجزرة استاد بورسعيد. ومن ثم فإن موسم 2013 / 2014 لن يشهد حضور جماهيرى بالفعل، ولكن الجماهير الغائبة ستكون حاضرة بقوة فى مشهد استمرار المسابقة من عدمه. 3- مجلس علام .. النيران الصديقة ربما يكون المجلس الحالى لاتحاد الكرة المصرى هو السبب الرئيسى فى إلغاء نشاط المسابقة فى الموسم الحالى أيضًا، فمجلس جمال علام الذى لا هم له منذ توليه مسئولية إدارة الكرة المصرية سوى عودة النشاط قد يتسبب فى إلغاء النشاط الكروى لموسم 2013/2014، ويعود السبب فى ذلك إلى أن جمال علام ورفاقه مهددون بالرحيل عن الجبلاية فى أى وقت على خلفية القضية المنظورة أمام المحاكم ببطلان انتخابات اتحاد الكرة وحل المجلس. فقد قررت ماجدة الهلباوى المرشحة السابقة لعضوية اتحاد الكرة رفع دعوى فضائية ببطلان الجمعية العمومية لاتحاد الكرة التى عقدت 13 و14 سبتمبر الماضى، كما قام هرماس رضوان المرشح السابق على عضوية اتحاد الكرة أيضًا برفع دعويين قضائيتين ضد المجلس الحالى، أولهما قضية يطالب فيها ببطلان انتخابات اتحاد الكرة لما حدث فيها من تجاوزات ومخالفات تقضى ببطلانها، وثانيهما قضية يعترض فيها على قرار لجنة الانضباط باتحاد الكرة بإيقافه على خلفية رفعه للقضية الأولى. محكمة القضاء الإدارى قررت تأجيل الدعويين إلى جلسة 14 يناير المقبل، وقد تتخذ هيئة القضاء حكمها الفصل فى هذا اليوم لتحسم موقف مجلس اتحاد الكرة الحالى، أو يتم التأجيل مجددًا ليبقى مجلس علام مهددًا بالحل فى أى وقت، وبالتبعية يبقى الدورى الممتاز مهددًا بالتجميد أو الإلغاء على خلفية تلك القضية المنظورة أمام المحاكم على طريقة النيران الصديقة فى حالة حل المجلس المسئول عن استمرار المسابقة. 4- المصرى ... اللغم القابل للاشتعال فى كل أسبوع أصبح تواجد النادى المصرى فى مسابقة الدورى الممتاز بمثابة اللغم القابل للاشتعال فى أى لحظة، وبات تواجد الفريق البورسعيدى فى مسابقة دورى الأضواء والشهرة أمرًا يهدد استقرار المسابقة، وينذر بإلغائها فى أى وقت. فعلى الرغم من اقتراب مرور عامين على أحداث مجزرة استاد بورسعيد التى أودت بحياة 72 مشجعًا من مشجعى النادى الأهلى، إلا أن رابطة "ألتراس أهلاوى" مازالت تصر على ملاحقة كل ما هو بورسعيدى لإجبار الأندية البورسعيدية على تجميد أنشطتها، وكانت آخر تلك الوقائع أعتداء رابطة "ألتراس أهلاوى" على فريق كرة يد نادى بورسعيد أثناء تواجده بالقاهرة لملاقاة فريق مصر البترول، فى إطار منافسات دورى الدرجة الأولى لكرة اليد. وإذا كان التعامل من جانب "ألتراس أهلاوى" بشراسة مع الفرق الجماعية لبورسعيد فمن المتوقع أن يكون التعامل بطريقة أكثر شراسة مع فريق الكرة بالمصرى، أثناء تواجده بالمحافظات المختلفة لخوض مباريات الدورى الممتاز، وهو ما يجعل الأعباء الأمنية تتزايد على قوات الداخلية لمنع تعرض فريق المصرى للإيذاء طوال مشواره بمسابقة الدورى. حالة التربص من "ألتراس أهلاوى" بكل ما هو بورسعيدى سيجعل استمرار مسابقة الدورى العام على كف عفريت، لاسيما وأن الأوضاع السياسية التى تشهدها البلاد خلال تلك الفترة لا تحتمل تعامل قوات الداخلية مع حالات الكر والفر التى تتركبها رابطة "ألتراس أهلاوى" ضد أندية بورسعيد. وشاءت الأقدار أن يلتقى المصرى مع الزمالك فى أولى مبارياته بالموسم الجديد ليكون ذلك اللقاء بمثابة الاختبار المبكر للداخلية، والذى سيحدد بشكل كبير مدى إمكانية استمرار بطولة الدورى من عدمها، ومن ثم حدد اتحاد الكرة ملعب السويس لاستضافة اللقاء رغم أن المباراة هى مباراة الزمالك ولكن التخوف من تواجد المصرى بالقاهرة جعل إقامة مباريات المصرى بالسويس الحل الأمثل لتجنب المواجهة بين رابطة ألتراس أهلاوى وفريق المصرى، فترى هل سينجح فكر الجبلاية أم أن تربص ألتراس أهلاوى بكل ما هو بورسعيدى سيصل للسويس أيضًا؟.