أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن شرم الشيخ لها شهرة عالمية واسعة لما تتمتع به من مقومات سياحة ترفيهية وسياحة شاطئية بكل أنواعها والسياحة البيئية بمنطقة رأس محمد، ورغم ذلك فهى تفتقر إلى السياحة الثقافية وسياحة السفارى، التى تتوفر بمدينة دهب التى تبعد عنها 100كم على شاطئ خليج العقبة وبتحقيق الربط السياحى بين المدينتين تكتمل منظومة السياحة خصوصاً مع سهولة التنقل بين المدينتين، وسيساهم ذلك فى تنشيط السياحة وزيادة الأعداد وفتح مجال جديد لزيادة السياحة العربية والمحلية، وذلك بالتسويق السياحى خارج وداخل مصر للمدينتين معاً. وأضاف ريحان فى تصريحاتٍ له، أن دهب تتمتع بعدة مقومات تؤهلها لتكون مدينة سياحية عالمية، فهى تقع فى موقع وسط بين شرم الشيخ ومدينتى نويبع وطابا وشهرتها بالشواطئ الذهبية والتى أخذت منها تسميتها. تتوفر بها كل مقومات السياحة ومنها السياحة الشاطئية والرياضات البحرية غير المتوفرة بشرم الشيخ، وهى المراكب الشراعية لسرعة الرياح بها وإحاطتها بالجبال وكذلك رياضة القفز بالمظلات وتضم مناطق للغوص ومحمية طبيعية، مثل منطقة رأس أبو جلوم والبلوهول والكانيون ومناطق لسياحة السفارى فى الأودية حول دهب مثل وادى عرادة، الذى يحوى نقوش صخرية للعرب الأنباط تعود للقرن الأول قبل الميلاد وتضم دهب شاطئاً مفتوحاً بتل المشربة يزخر بأرقى المنشئات السياحية والبازارات ومطاعم الأسماك الفاخرة ومراكز الغوص ومعهداً لصناعة البردى، وتستوعب دهب الشرائح السياحية من كل المستويات. وأوضح ريحان أن دهب تضم أقدم ميناء أثرى على خليج العقبة وهو ميناء العرب الأنباط، الذى يعود للقرن الثانى والأول قبل الميلاد واستمر دوره بعد الميلاد، وأعيد استخدامه كحصن مسيحى، وقد كشف به عن الأوانى الفخارية الشهيرة (أوانى الحجاج) الذى كان يحملها المقدسين المسيحيين أثناء مرورهم بطريق الرحلة المقدسة للمسيحييين إلى القدس عبر سيناء. وتقع المنطقة الأثرية بدهب بوسط المنطقة السياحية بتل المشربة، التى تضم "الفرضة البحرية" لميناء دهب من عصر الأنباط من القرن الثانى والأول قبل الميلاد لخدمة حركة التجارة بين الشرق والغرب والفرضة البحرية هى المكان الذى يخدم حركة التجارة بالميناء واكتشفته منطقة آثار جنوبسيناء للآثار الإسلامية والقبطية فى حفائرها منذ استرداد سيناء. ونوّه ريحان على أن الموقع الأثرى بتل المشربة عبارة عن مبنى غير منتظم الأضلاع له سور خارجى وبوابة محاطة ببرجين دفاعيين من داخل السور يحوى 23 حجرة بالجزء الشمالى كمكاتب لخدمة حركة تسيير ونقل البضائع من وإلى الميناء والجزء الجنوبى يحوى 24 حجرة هى مخازن البضائع ويتوسط المبنى فنار لإرشاد السفن بالخليج ومحرقة كانت تحرق فيها الأخشاب المستخدمة للفنار وعدد 12 حجرة بالجهة الغربية لمبيت بعض العاملين بالميناء والبناء اتضح فيه التفاعل بين الإنسان والبيئة من استخدام أحجار مرجانية متوفرة فى المناطق الساحلية المشرفة على البحر الأحمر، وهى أحجار أكثر صلابة وأكثر مقاومة لعوامل التعرية والأملاح كما استخدمت مونة من الطفلة البحرية التى تتكون من الرمل والحمرة ومركبات كلسية طينية تتواجد دائماً قرب شاطئ البحر وقد عثر به على جرار لتخزين البضائع وأوانى فخارية مختلفة وسبائك نحاسية. ويشير إلى أهمية ميناء دهب فى استقبال البضائع أيام دولة الأنباط القادمة من البتراء عاصمة دولتهم إلى ميناء أيلة (العقبة حاليا)، ومنها لميناء دهب ومنه عبر أودية سيناء ومنها وادى المكتب ووادى فيران إلى القلزم (السويس) ومنه برياً إلى حصن بابليون بمصر القديمة وعبر نهر النيل إلى الإسكندرية ومنها لأوروبا وقد أطلق أهل دهب على المنطقة تل المشربة حين لاحظوا أن الجمال تأتى لهذه المنطقة وتشرب من على شاطئ خليج العقبة، واكتشفوا وجود ماء عذب بجوار شاطئ الخليج فأطلقوا عليها تل المشربة، الذى يشرب منها الجمال، وأطلق على دهب هذه التسمية، لتميز شواطئها بلمعان شديد تنعكس عليه أشعة الشمس فتلمع كلون الذهب كما تتمتع دهب بمنظر شروق رائع يحرص كل روادها على تصويره.