أعلن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى اليوم الثلاثاء، أن الولاياتالمتحدة ستقدم لقوات الأمن الفلبينية مساعدات جديدة بقيمة أربعين مليون دولار للمساعدة جزئيا فى حماية البلاد لمياهها الإقليمية وسط تفاقم التوترات مع الصين فى بحر الصينالجنوبى. هذه الأموال، الممنوحة من برنامج أمريكى يعرف باسم الصندوق العالمى للطوارئ الأمنية، ستنفق على مدى ثلاث سنوات وستقسم ما بين تحسين القدرات الأمنية البحرية لخفر السواحل الفلبينية وتعزيز قدرات الشرطة الوطنية الفلبينية على مكافحة الإرهاب فى الجزر المضطربة جنوبى البلاد، حيث تدعم واشنطن أيضا حملة الفلبين المستمرة منذ عقد على ميليشيات محلية ذات صلة بتنظيم القاعدة. ويقصد بالمساعدات الجديدة استكمال حزمة مساعدات قيمتها 32.5 مليون دولار أعلنها كيرى أمس الاثنين فى فيتنام، وهى لمساعدة دول جنوب شرق آسيا على حماية مياهها الإقليمية. وسيخصص أكثر من 18 مليون دولار من هذه الأموال لتزويد خفر السواحل الفيتنامية بخمس قوارب دوريات سريعة جديدة. وتطالب كل من فيتناموالفلبين على حدة بأحقيتها فى أراض متنازع عليها مع الصين فى بحر الصينالجنوبى وتخشيان الجرأة الصينى المتنامية فى المنطقة.حيث تسببت هذه المنطقة فى زيادة التوتر بشكل كبير بين الصين واليابان. وقال كيرى خلال مؤتمر صحفى مع نظيره الفلبينى ألبيرت ديل روزاريو اليوم الثلاثاء "الولاياتالمتحدة لا تعترف بهذه المنطقة ولن تقبل بها". وأضاف "يجب على الصين الامتناع عن اتخاذ إجراءات أحادية الجانب مماثلة فى أماكن أخرى بالمنطقة، لا سيما فى بحر الصينالجنوبي".وقال مسئولون صينيون إن هناك إمكانية لإقامة منطقة مماثلة فى بحر الصينالجنوبي. من جانبه قال ديل روزاريو "الصين تحاول جعل سماء بحر الصينالجنوبى منطقة جوية خاصة بها، نعتقد أن هذا يمكن أن يؤدى إلى المساس بحرية الطيران كالطيران المدني، وأيضا يضر بسلامة وأمن الدول المتضررة". وقال كيرى "الولاياتالمتحدة تقف مع أصدقائها فى المنطقة والذين يؤكدون على جهودهم لمحاولة حل هذه القضية من خلال عملية سلمية قانونية". وكانت الفلبين قد فقدت السيطرة على سلسلة صخور متنازع عليها فى بحر الصينالجنوبى بعد مواجهة مع الصين العام الماضي. وتساعد الولاياتالمتحدة أيضا فى تجهيز الفلبين بالسفن والردارات، كما تخوض مفاوضات أيضا مع مانيلا لزيارة الوجود العسكرى الأمريكى هناك. ومع ذلك، يشدد المسؤولون على أنه لا نيه لإعادة فتح قواعد عسكرية سابقة. وأكد كيرى أن ما أعلنته الفلبينوفيتنام لم يكن يستهدف الصين بصورة مباشرة لكنه جاء فى إطار إدارة أوباما بإعادة التركيز على آسيا. ومن شبه المؤكد أن تؤدى تصريحات كيرى فى الفلبينوفيتنام إلى إثارة غضب واستياء بيجين بسبب ما ترى أنه تدخل أمريكى فى مناطق تعتبرها "بؤرة مصالح الصين". وتنظر بيجين باستياء أيضا إلى دفع واشنطن من أجل زيادة الوجود العسكرى الأمريكى ودعم حلفائها فى آسيا وهى تختتم عقدا من الحرب فى العراق وأفغانستان، واصفة ذلك بأنها محاولة لاحتواء الصين.