أكد السيناريست مدحت العدل، أن مسلسل "الشهرة" لن يتناول السيرة الذاتية للنجم عمرو دياب، بل بعض الملامح من بدايته الفنية، ولكنه فى الأصل دعوة للوقوف مع النفس وعدم منح الثقة العمياء لأى فرد، لأن نفوس الناس تتغير والظروف المحيطة بهم تتبدل، مشيرا فى حواره ل"اليوم السابع" إلى أن العمل ليس به إسقاط سياسى على رجال السياسة الممثلين للنظام الأسبق، وتحديدا الحزب الوطنى كما تردد مؤخرا. - متى يبدأ مسلسل "الشهرة"، فى ظل تضارب التصريحات حول موعد بدء تصويره الحقيقى؟ لم أنته سوى من كتابة 10 حلقات فقط، وهذا فى حد ذاته ينفى كل ما تردد حول بدء تصويره الشهر الجارى، فأنا لم يسبق لى قط تصوير أى عمل قبل الانتهاء من كتابته كاملا، أو كتابة معظمه على الأقل، وربما أترك آخر 4 حلقات فقط لكتابتهم بعد بدء التصوير، والموعد الحقيقى لبدء التصوير هو آخر فبراير المقبل. - هل سيتطرق العمل للحياة الشخصية لعمرو دياب؟ لا أنكر أن العمل سيتضمن ملامح من شخصية عمرو دياب فى الحلقات الأولى، ولكنى أشدد على أنه لن يتناول قصة حياته، وما بعد الحلقات الأولى لا دخل له بشخص عمرو دياب. - ما الملامح التى سيتضمنها المسلسل عن شخصية عمرو دياب؟ وجه التشابه بين العمل وعمرو دياب، هو أن عمرو يؤدى دور فنان مشهور، وهى حقيقته، ولكن العمل سيتناول مفهوم الشهرة بمميزاتها وعيوبها، وقد قرأنا فى التاريخ كيف أدت العلاقات المحيطة بالمشاهير إلى سقوطهم، لأن النجم قد يضع ثقته فى أفراد غير جديرين بالثقة، وكم من مشهور اصطدم بالواقع بعد سقوطه وكشفت له أقنعة من حوله، أحداث العمل قد تنطبق أيضا على أى سياسى مشهور، أو إعلامى بارز، فهو درس لهم قبل أن تنصرف عنهم أضواء الشهرة. - انتقدت فى "الداعية" متاجرة بعض التيارات السياسية بالدين فهل يؤرخ "الشهرة" للعلاقة بين مشاهير السياسة ورموز نظام مبارك أو مرسى؟ العمل ليس به إسقاط سياسى على أحد، ولا أستند على مواقف حقيقية حدثت مع مشاهير السياسة، لأنى لن أدعى أشياء غير موجودة، ولكن العمل سينطبق على كل المشاهير سواء فى الفن أو فى السياسة، باختصار المسلسل يتناول حياة أى مشهور قد ينخدع بالعالم الوردى الوهمى للشهرة، ولا يلتفت لما هو أهم، وهى نوعية الناس التى تتقرب منه وسبب تقربهم منه ونتيجة وجودهم بقربه. - ما الرسالة التى تريد أن توجهها من خلال العمل؟ العمل يدعو الجميع للوقوف مع النفس، وعدم منح الثقة إلا بعد التأكد من حقيقة الأصدقاء والمقربين لأى إنسان، وألا تكون هذه الثقة عمياء، لأن نفوس الناس تتغير والظروف المحيطة تتبدل. - هل ستقوم بكتابة أغنيات المسلسل بنفسك أم ستستعين بكتاب آخرين؟ سأقوم بكتابة بعضها، المهم أن نخلق حالة موسيقية جديدة، ولذلك يختار عمرو دياب الأغانى المناسبة للعمل من الآن، وقد عرض على مؤخرا أغنية لمجدى النجار، وخليل مصطفى تعبر عن حالة معينة بالعمل، وسنقوم بضمها، ولم نستقر على باقى الأغانى التى سيتضمنها العمل حتى الآن. - كيف أقنعت عمرو دياب بالعودة للدراما بعد غياب 20 عاما؟ لم أقنعه بشىء بل هو من أقنعنى، لأن علاقتى بعمرو دياب تمتد منذ أكثر من 27 عاما، منذ أن كتبت له أغنية "وإيه يعنى" سنة1986، وكان من المقرر أن يتعاون عمرو مع السيناريست عمرو سمير عاطف فى عمل درامى، وقلت للمقربين منى حينذاك عندما يقرر دياب العودة للدراما سيأتى إلىّ، وهذا ليس تقليلا من شأن أحد، ولكن العمل بيننا أسهل بحكم معرفتى الطويلة به وفهمى التام لشخصيته، وتاريخنا المشترك، فلا أحد يفهم دياب غيرى، وبيننا علاقة إنسانية متينة. - كيف تتعامل وأنت تكتب حلقات المسلسل مع سقف توقعات الجمهور المرتفع نظرا لمشاركة "الهضبة"؟ "إحنا بنشتغل وإحنا مرعوبين"، لأن الجميع ينتظر ثمرة تعاون عمرو دياب ومدحت العدل، والمخرج أحمد نادر جلال، وكل منا له اسمه وتاريخه، وهو شعور طبيعى لن ننجح بدونه، ولا ندخر جهدا فى العمل ونرجو التوفيق من الله. - هل تتوقع ل"الشهرة" أن يخرج المصريين من كوابيس السياسة؟ لم أقصد ذلك، وموضوع العمل يفرض علينا الطابع الترفيهى، لأن استمتاع المشاهد بالعمل يجعله يستوعب رسالته الخفية التى يصبو إليها صناعه، وأنا هنا أطبق عبارة للأديب الروسى ديستوفسكى، وهى "غاية أى فنان فى العالم مهما علا شأنه أن يقوم بعمل يسلى الجمهور"، وأهم شىء هو الحفاظ على لهفة المتابعين للعمل، لأن اسم الفنان يجذب الجمهور لحلقتين أو3 فقط، لكن جودة العمل هى التى تخلق المتابعة. - هل خوف عمرو دياب على اسمه يدفعه للتدخل فى أدق تفاصيل المسلسل؟ عمرو إنسان ناجح، ويتربع على قمة الغناء منذ 30 عاما، ويملك من المؤهلات والذكاء ما يجعله متألقا دائما، وعندما يتعلق الأمر بالتمثيل، فإنه يستمع لمن هم أكثر منه خبرة، لأنه فى "اللوكيشن" مجرد ممثل وليس نجما عالميا فى مجال الغناء، لأنه يعلم جيدا أنه يتعاون مع محترفين، فضلا عن إننا أصدقاؤه ونحبه، ونريد له النجاح وهو يعلم ذلك ومن هنا تتولد الثقة بيننا. - ما السبب الحقيقى لتأجيل مسلسل "حارة اليهود"؟ لم أنته من قراءة تاريخ يهود وادى النيل، وتاريخ اليهود فى روسيا بعد، وفضلت تأجيله لأنه عمل فنى مهم وأريد إتقانه، خصوصا أنه يظهر للناس حقيقة مصر وتاريخ سلوكيات هذا الشعب المتحضر. -لماذا اخترت اليهود للتعبير عن مصر فى هذه الحقبة؟ لأن الشارع المصرى الآن أصبح يواجه استقطابا دينيا حادا بدليل ما حدث من سحل الشيعة، وحارة اليهود والتى كانت تشمل 39 حارة متداخلة، كانت دليلا على الحرية والتحضر فى المجتمع، ولم يكن المصريون منشغلون بهم، ولا بكيفية عبادتهم، بدليل واقعة سفر اليهود لبيع القماش للفلاحين حين أدوا صلاة الصبح فى القطار دون أن يلتفت إليهم أحد.