صباح الفل يا عم محمود صباح الجمال ياعم جورج، ب 2 جنيه فول يا عم محمد، إذاعة القرآن الكريم تطل علينا من شبابيك البيوت وتشجينا فى المحلات والمقاهى، رش المياه أمام المحلات صباحًا وكأنه يرمى همومه معها على الأرض متأملاً يومًا جديدًا ورزقًا واسعًا، الانتظار أمام محطة الأتوبيس فى انتظار الميكروباص أو الأتوبيس الذى سينقله إلى عمله، كل تلك الصور والعادات كانت هى سمات وأساس المجتمع المصرى البسيط والتى كانت رغم صعوباتها، إلا أن الكل كان يستمتع بها وبمعايشتها وهو كله رضا من المولى عز وجل، بما قسمه له من نصيب فى تلك الدنيا، كل تلك الحالات أصبحت مهددة بالانهيار والضياع لم تعد الحارة، كما كانت عليه ولم يعد الشارع المصرى، كما كان لم يعد هناك من يلقى عليك الصباح ولم يعد هناك من يقوم على أصوات شيوخنا الكبار فى إذاعة القرآن الكريم، التى أصبحت نادرًا ما تسمعها فى أى منزل أو محل، لم يعد هناك سوى الأخبار وموسيقى غريبه علينا وعلى مجتعمنا يغنيها شباب ضاع مع ضياع الكثير من قيمنا وأخلاقنا وصورتنا المصرية، لم يعد هناك أى نوع من أنواع صلة الرحم بين الأهل، فهناك أخوة لم يروا بعضهم لأسابيع بل ولم يزوروا أبويهم لشهور بل أحيانًا لأوقات أطول، وأصبح الموبايل هو وسيلة الاطمئنان فقط على الأهل، لم تعد هناك روح اللمة على مائدة واحدة كعائلة والتى كانت تحافظ على هويتنا وعلى ترابطنا وأيضًا على حل جميع مشاكلنا، حتى المناسبات التى كانت مصر تتميز باحتفالتها الخاصه بها كرمضان والأعياد لم تعد كما كانت عليه منذ زمن ولم تعد الفرحة بها كما كنا نشعرها فى الماضى، وأصبح إتيانها هم على بعض الأسر وعادية على البعض الآخر وغير مهمة للكثير. ماذا حدث لمصر ولأهلها؟ أين اختفت روحها وأين ذهبت عادتنا وتقاليدنا؟ ماذا حدث لروحنا المصرية والتى لم تعد متواجدة غير فى الشحن على بعضنا البعض، أين هى سماحتنا وروحنا الجميلة؟ أين ذهبت ابتسامتنا التى كنا نقابلها لبعضنا البعض فى كل صباح، والتى تبدلت بتهكم ولا مبالاة وفى أحيانًا كثيرة بغضب؟ اختفت روح المرح التى كنا ننفرد بها وسط الشعوب كلها، وتبدلت مكانها بروح الغضب والحزن، واختفى معها كل شىء جميل كنا نعيشه، واندثرت عاداتنا وتقاليدنا ومعها أخلاقنا. فأين مصر وأين حارتنا القديمة ؟