أكد مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أحمد أوزومكو، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، ضرورة العمل المشترك لإخلاء العالم من هذه الأسلحة ذات الآثار الإنسانية البشعة، والتى لا تفرق بين قرية أو ساحة للمعارك أو بين مدنى وعسكرى، مشيرا إلى أن منح جائزة نوبل للسلام للمنظمة يعتبر اعترافا بالجهود المشتركة المبذولة لخدمة الإنسانية جمعاء. وقال السفير أحمد أوزومكو فى كلمته خلال مراسم تسليم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية جائزة نوبل للسلام، لعام 2013 فى حضور العاهل النرويجى الملك هارالد الخامس، وقرينته الملكة سونيا، إن منح هذه الجائزة يعتبر أيضا تكريما للضحايا الذين نجوا بحياتهم من هذه الأسلحة، بالرغم من احتضارهم اليومى نتيجة لآثارها الجسدية والنفسية البشعة وغير المحتملة. وأضاف أن تصور حجم معاناة هؤلاء الضحايا كفيل بتفهم أهمية حظر إنتاج وانتشار هذه الأسلحة التى تطورت بعد ما يقرب من مائة عام، على استخدامها فى نطاق واسع فى ساحة المعارك بمنطقة إيبر بالإقليم الفلامنكى فى بلجيكا خلال الحرب العالمية الأولى. وأوضح أوزومكو، أن المنظمة نجحت خلال 16 عاما من تاريخ إنشائها فى التأكد من التخلص من نسبة تتجاوز 80 فى المائة من الترسانة المعلنة للأسلحة الكيميائية، وتبنى حزمة من الإجراءات الكفيلة بمنع ظهورها مجددا بعد وصول عدد الدول الأعضاء بالمنظمة إلى 190 دولة. وأشار السفير أوزومكو، إلى أن الجانب المالى لجائزة نوبل للسلام سيتم استخدامه لتمويل جائزة سنوية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، والتى ستمنح تقديرا للمساهمات الهامة لتحقيق أهداف معاهدة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية، معربا عن ثقته بأن منظمات المجتمع المدنى ستواصل القيام بدور هام فى هذا الاتجاه. ونوه إلى أن قرار مجلس الأمن الدولى بشأن التخلص من الأسلحة الكيميائية فى سوريا، كان اختبارا حقيقيا للمنظمة بخلاف دورها السابق فى التفتيش والتحقق من التزام الدول الأعضاء بعدم مخالفتها للمعاهدة، حيث تم القيام بحوالى 2500 عملية تفتيش فى أكثر من 80 دولة حول العالم. وشدد على أن المنظمة ستبذل أقصى طاقاتها من أجل تحقيق طموحاتها لإخلاء العالم من الأسلحة الكيميائية بالتطور فى مواجهة التحديات المستقبلية، والاستثمار فى كوادرها ليتمتعوا بالمهارات العالية، وتكريس عملهم لهذا الهدف السامى. من جانبه، أعرب رئيس لجنة نوبل النرويجية ثوربيورن ياجلاند عن أسفه لعدم تمكن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من التخلص من نسبة ال20% المتبقية من الترسانة المعلنة للولايات المتحدةالأمريكية وروسيا الاتحادية فى شهر أبريل 2012، كما كان مقررا من قبل. وأشار إلى أن هذا الأمر ليس مقبولا من القوتين العظميين فى الوقت الذى يهتمان فيه بقيام الدول الأخرى بالتخلص من مخزونها من هذه الأسلحة فى أسرع وقت ممكن، وطالبهما بتسريع المسيرة التى تكفل للمنظمة الإشراف على تخلصهما من المتبقى من هذه الترسانة. وأكد أن الوضع الحالى فى منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربى، يعكس أهمية وجود المنظمة التى ساهمت فى تجنب مواجهة عسكرية جديدة فى المنطقة، معربا عن أمله فى أن يساهم تحسن الوضع فى تمهيد الطريق أمام مفاوضات سلمية للتوصل إلى حل للصراع الحالى فى سوريا. ودعا ياجلاند القوى العظمى النووية إلى العمل على التوصل إلى معاهدة شاملة لنزع أسلحة الدمار الشامل، مؤكدا أن الوقت قد حان من أجل التخلص تماما من الأسلحة النووية من على وجه الأرض، بعد أن تم حظر الأسلحة البيولوجية، حتى يمكن شق الطريق أمام عالم أكثر سلمية فى المستقبل.