جاءت نتيجة قرعة نهائيات كأس العالم لكرة القدم، المقررة العام المقبل فى البرازيل، قاسية جدا على منتخب أستراليا، أحد ممثلى آسيا، اذ أوقعته فى مجموعة الموت، لكنها كانت أرحم بالنسبة إلى المنتخبات الآسيوية الثلاثة الأخرى، الكورى الجنوبى، واليابانى، والإيرانى. وأوقعت القرعة أستراليا فى المجموعة الثانية، إلى جانب إسبانيا، حاملة اللقب وهولندا وصيفتها، وتشيلى. فإسبانيا ما تزال فى صدارة الترشيحات لإحراز اللقب، وهولندا تبقى حاضرة دائما للمنافسة، ومنطقيا هما المرشحتان للتأهل إلى الدور الثانى، لما تمتلكانه من نجوم يتألقون مع فرقهم على الساحة الأوروبية. لكن منتخب تشيلى كان جيدا فى تصفيات أمريكاالجنوبية أيضا، وحل ثالثا خلف الأرجنتين، وكولومبيا، وأمام الإكوادور. واعترف مدرب منتخب إستراليا، إنجى بوستيكوغلو، بصعوبة المهمة فى البرازيل بقوله: "لا أحد سيرشحنا للتأهل من هذه المجموعة، وأرى ذلك منطقيا". وتابع: "لكن من وجهة نظرنا، فنعتبر أنه ستكون أمامنا فرص، لنظهر للعالم بأننا قادرون على لعب كرة قدم جيدة فى مواجهة أهم المنتخبات العالمية". وأضاف: "مجموعتنا تبدو الأصعب لكن آمل أن تكون المجموعة التى تشهد المستوى الأفضل، ونحن سنؤدى دورنا فى هذه الناحية". ويخوض منتخب أستراليا نهائيات كأس العالم للمرة الثانية، كأحد ممثلى القارة الآسيوية بعد مونديال 2010 فى جنوب إفريقيا، اذ انتقل إلى كنف الاتحاد الآسيوى فى 2006. منتخب اليابان، بطل آسيا وقع فى المجموعة الثالثة، إلى جانب كولومبيا واليونان وساحل العاج، وهى مجموعة أسهل بكثير يمكنه فيها السعى إلى حجز إحدى بطاقتى التأهل إلى الدور الثانى. مدرب منتخب اليابان، الإيطالى ألبرتو زاكيرونى، أعرب عن سعادته لتجنب المنتخبات الأوروبية الثقيلة بقوله: "كان يمكن أن نقع فى مجموعة أصعب، أو أسهل، لكننا لم نقع مع أحد المنتخبات الأوروبية الكبيرة، وهذا ما يجعل المجموعة متوازنة". وتابع: "تضم المجموعة أحد أقوى منتخبات أمريكاالجنوبية، وربما أحد أفضل المنتخبات الإفريقية، ولا نقلل أيضا من شأن منتخب اليونان، الذى قدم أداء جيدا أمام رومانيا، مؤخرا". كولومبيا حلت ثانية فى تصفيات أمريكاالجنوبية، برصيد 30 نقطة، بفارق نقطتين خلف الأرجنتين، وساحل العاج تأهلت على حساب السنغال فى الدور الحاسم من التصفيات الإفريقية، بفوزها عليها 3/ 1 ذهابا، وتعادلها معها 1/ 1 إيابا، فى حين أن اليونان تخطت رومانيا فى الملحق الأوروبى بفوزها عليها أيضا 3/ 1 ذهابا، وتعادلها معها 1/ 1 إيابا. وقد تكون فرصة اليابان جيدة فى هذه المجموعة التى عادت فيها كولومبيا إلى النهائيات للمرة الأولى، منذ مونديال فرنسا 1998، وبلغتها ساحل العاج للمرة الثالثة، بعد 2006 و2010، واليونان للمرة الثالثة أيضا بعد 1994 و2010. وبدا البرتغالى كارلوس كيروش، مدرب منتخب إيران، سعيدا ايضا بالمجموعة السادسة التى وقع فيها فريقه، إلى جانب الأرجنتين، والبوسنة، ونيجيريا. وقال كيروش: "بالنسبة لنا فإن التصفيات كانت صعبة جدا، وبالتالى أن نكون هنا وفى هذه المجموعة فان ذلك يعتبر رائعا". وأضاف: "يجب أن يكون الأمر شرفا بالنسبة إلى لاعبى إيران حين يواجهون المنتخبات الثلاثة الأخرى فى المجموعة، ومن المهم أيضا أن يستمتعوا بكل دقيقة فى الملعب آملا فى التأهل إلى الدور الثانى". وعن لقاء منتخب الأرجنتين قال كيروش: "مواجهة الأرجنتين فى ماراكانا، لنأمل بجعل الأمور صعبة عليها". لكن مدرب منتخب كوريا الجنوبية هونغ ميونغ بو، بدا حذرا فى الحديث عن فرق المجموعة الثامنة التى وقع فيها فريقه، وهى بلجيكا والجزائر وروسيا. وقال ميونغ بو: "الجمهور الكورى لا يستلطف المنتخب البلجيكى، لكن أعتقد بأن المنتخب الكورى سيكون أفضل العام المقبل". وأضاف "منتخب روسيا يضم لاعبين موهوبين، وأقوياء بدنيا، ومنتخب الجزائر قوى أيضا، ليس هناك أبدا مجموعة سهلة فى كأس العالم، ولن نفكر أبدا بأننا وقعنا فى مجموعة سهلة". وكوريا الجنوبية هى صاحبة أفضل إنجاز آسيوى فى نهائيات كأس العالم، عندما بلغت الدور نصف النهائى قبل أن تخسر أمام ألمانيا، وتحل رابعة فى النسخة التى استضافتها مع اليابان عام 2002. وفى الجولة الأولى من نهائيات البرازيل، تلتقى أستراليا مع تشيلى فى 13 يونيو، واليابان مع ساحل العاج، وإيران مع نيجيريا فى 16يونيو، وكوريا الجنوبية مع روسيا فى 17 منه. يذكر أن منتخبا آسيويا آخر، هو المنتخب الأردنى خاض الملحق الأخير المؤهل إلى النهائيات ضد نظيره الأوروغويانى، لكنه خسر بخماسية نظيفة فى عمان ذهابا، وتعادل معه سلبا فى مونتيفيديو، إيابا.
