حجزت جميع القوى الكروية الكبيرة فى العالم مكانها فى نهائيات المونديال البرازى، واكتمل عقد الأبطال السابقين لبطولات كأس العالم، حيث تأهلت جميع المنتخبات الثمانية التى سبق لها الفوز باللقب العالمى، بما يعنى أن كأس العالم 2014 بالبرازيل ستكون البطولة المتكاملة التى انتظرها "بلد كرة القدم" بتأهل جميع المنتخبات العملاقة والعريقة إلى النهائيات. وهناك تخوف واضح، على كل المنتخبات المتأهلة، من وقوعها فى مجموعات نارية، نظرًا لتصنيف المنتخبات الكبرى فى التصنيفات الأربعة للفيفا، والتى يتم تقسيمها من خلاله، إلى ثمانى مجموعات تضم كل مجموعة أربعة منتخبات. وحصدت منتخبات البرازيلوالأرجنتين والأوروجواى وألمانيا وإيطاليا وإنجلترا وفرنسا وإسبانيا جميع ألقاب كأس العالم فى 19 نسخة أقيمت حتى الآن فى تاريخ البطولة، كما أنها تبدو المنتخبات الأبرز فى عالم كرة القدم وتعد دائمًا القوى الكلاسيكية الكروية فى العالم، مما يثير مخاوف البرازيليين ويعدهم بنسخة مونديالية ساخنة على أرضهم، لن يتحقق فيها اللقب بسهولة وسط حشد إعلامى وجماهيرى كبير. وتجرى عملية القرعة الخاصة بكأس العالم 2014 بمدينة باهيا البرازيلية اليوم، حيث سيتم توزيع المنتخبات المتأهلة الى 8 مجموعات من أربعة فرق ويتأهل صاحبا المرتبتين الأولى والثانية إلى الدور ثمن النهائى. وكانت منتخبات عملاقة كرويًا تأهلت إلى المونديال ومثلت القارة العجوز ب"13" منتخبًا هم :هولندا وإيطاليا وبلجيكا وسويسرا وألمانيا وإسبانيا وإنجلترا وروسيا والبوسنة وفرنسا والبرتغال واليونان وكرواتيا بعد أن كانت المنتخبات الأربعة الأخيرة على وشك الإقصاء بعد خوض الملحق الأوربى ولكن القدر شاء أن يحظى مونديال البرازيل بالمتعة والإثارة لتواجد منتخبات قوية فى المشهد المونديالى. وتشارك القارة الإفريقية فى المونديال المقبلة بقائمة من الفرق القوية هى نفس المنتخبات الخمسة، التى وصلت أيضا إلى نهائيات كأس العالم الماضية 2010 بجنوب إفريقيا. وانضم المنتخب الجزائرى العنيد إلى قافلة المتأهلين بفوز صعب على ضيفه منتخب بوركينا فاسو، بعد أن سبقته منتخبات الكاميرون بقيادة المهاجم الخطير صامويل إيتو وغانا بقيادة مايكل إيسيان ونيجيريا بقيادة المتألق جون أوبى ميكيل، وساحل العاج بقيادة المهاجم المخضرم ديدييه دروجبا. وتشارك آسيا فى هذه البطولة بأربعة منتخبات هى اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران بدون تواجد منتخب عربى فى البرازيل. بينما يمثل قارة أميركا الجنوبية فى هذا المونديال البرازيلى منتخبات الأرجنتين بقيادة النجم الخطير ليونيل ميسى، وكولومبيا بقيادة المهاجم راداميل فالكاو غارسيا، وتشيلى بقيادة أليكسيس سانشيز مهاجم برشلونة الإسبانى، والإكوادور بقيادة لويس أنطونيو فالنسيا جناح مانشستر يونايتد الإنجليزى، وينضم إليهم من هذه القارة أيضا المنتخب البرازيلى المضيف بقيادة المهاجم الخطير نيمار دا سيلفا ومنتخب الأوروجواى صاحب المركز الرابع فى مونديال 2010، والفائز بلقب كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أميركا 2011) بالأرجنتين. كما انتزع المنتخب المكسيكى بطاقة التأهل للنهائيات عبر دور فاصل فاز فيه على المنتخب النيوزيلندى ذهابًا وإيابًا ليصبح رابع ممثل لاتحاد كونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبى)، ويشارك منتخبات الولاياتالمتحدةالأمريكية وكوستاريكا والهندوراس فى الدفاع عن تواجد القارة فى البرازيل، خاصة وأن تاريخ المونديال لم يشهد صفحة مضيئة ل"الكونكاكاف". ورغم هذا يظل المنتخب الإسبانى بقيادة النجمين تشافى هيرنانديز وأندريس إنييستا ونظيره الألمانى بقيادة اللاعب الموهوب مسعود أوزيل والإيطالى بكتيبة من اللاعبين المميزين هما أقوى المرشحين للفوز باللقب العالمى الأول لأوربا على أرض أمريكا الجنوبية، حيث كانت جميع الألقاب فى بطولات العالم التى أقيمت بالأمريكتين وآسيا من نصيب منتخبات أميركا الجنوبية، بينما فازت منتخبات أوربا بألقاب جميع بطولات كأس العالم التى أقيمت فى أوربا وإفريقيا. بالإضافة إلى ذلك يبقى طموح المنتخب الهولندى وعزيمة المنتخب الإنجليزى وتفوق البرتغال عقبة لمن يريد التتويج ببطولة العالم. ويحلم المنتخب الإسبانى فى مواصلة إنجازاته والفوز بلقبه الرابع على التوالى فى البطولات الكبيرة، حيث توج فى السنوات الخمس الماضية بلقب بطولتى كأس الأمم الأوربية (يورو 2008) و(يورو 2012) ولقب كأس العالم 2010، وإذا دافع الفريق عن لقبه العالمى فى الموسم المقبل سيحقق إنجازًا غير مسبوق، حيث لم يجمع أى فريق من قبل أربعة ألقاب متتالية فى البطولتين الكبيرتين. ولكن مهمة المنتخب الإسبانى لن تكون سهلة فى المونديال الذى يقام بعد عام من خسارته (صفر – 3) أمام نظيره البرازيلى فى نهائى كأس القارات. ومن المؤكد أن غياب إبراهيموفيتش وجاريث بيل سيكون خسارة كبيرة للمونديال البرازيلى، ولكن الحقيقة أن البطولة ستشهد مشاركة الكثير من النجوم البارزين مثل ميسى ونيمار ورونالدو وكريم بنزيمة وتشافى وإنييستا وفالكاو وسواريز ومواطنه كافانى، بالإضافة إلى روبين وأوزيل وبيرلو. وإذا فشل المنتخب البرازيلى فى الفوز بهذا اللقب على أرضه سيعيد إلى الأذهان الذكريات الأليمة لهزيمته أمام منتخب الأوروجواى على استاد "ماراكانا" فى المباراة الختامية لمونديال 1950 بالبرازيل.