لا أجد تفسيرا واحدا كلما قررت الخروج من بيتى وعندما أعود ليلا لا أجد وسيلة واحدة من وسائل النقل العام قرب الحادية عشرة مساء إلا بفرج الله فقلما يأتى أوتوبيس و لا أعرف لماذا يحدث ذلك ؟! الطريف أن الأمر يزداد مع المناسبات حيث يزداد عدد الناس فى الشوارع ليلا و تقل تدريجيا أعداد "الأوتوبيسات" حتى تشح تماما ولا يجد الناس سوى ركوب التاكسى أو المشى سيرا على الأقدام إلى البيت. و الطريف أنه عندما يجد الناس أوتوبيسا أو ميكروباص يتدافعون نحوه و كأنه طوق النجاة الأمر الذى يؤدى للشجار بين الناس و بعضها ولا عزاء لأى أحد وقتها ، فيجب أن تركب على طريقة "حقى بدراعى" واللى خايف يروح. صدقونى لا أقول هذا الكلام هراء .. فقط انزل إلى الشارع وشاهد عدد "الأوتوبيسات " السائرة من الساعة العاشرة و حتى منتصف الليل وسترى ذلك بعينك . هل هذا الفعل هو تشجيع للتاكسى أم أنه تشجيع لنا لكى نكون شعبا رياضيا خاصة أننا لا نلعب رياضة على الإطلاق إلا القليل منا فربما يكون الأتوبيس له الفضل علينا عندما لا يأتى حتى نعود سيرا على كعوب رجلينا إلى منازلنا. والأمر يزداد صعوبة حاليا حيث شهر رمضان و قرب العيد ، حيث يخرج الناس من منازلهم لشراء مستلزماتهم من "لبس العيد " ، و" كحك العيد " ، و "كافة لوازم المدارس"، و طبعا يزداد ازدحام الناس بشكل كبير و تقل سيارات النقل العام بصورة أكبر وطبعا إذا تبقى مع الناس شيئا بعد شراء ما يريدونه يمكنهم ركوب تاكسى . ومن يركب التاكسى سيكون سعيد الحظ، لأن صاحب التاكسى وقائد هذه المركبة رضى بكل فخر أن تكون على متن مركبته ، فاعتقد أن سائقى التاكسى فقط وحصريا عندنا نحن هم الذين نشير إليهم ونخبرهم بمكان نريد الوصول إليه إلا أنهم يتركوننا ويذهبون لحال سبيلهم على الرغم من أن وجودهم يعنى بالضرورة خدمتنا ولا كانت سيارتهم تكتب عليها "ملاكى". وأعتقد أننا نعانى وحدنا من هذا الأمر فلا "تاكسى" يرضى صاحبه يوصلنا ولا "أوتوبيسات" نجدها مع أوقات متأخرة من الليل فلماذا يا سادة. هل لا تريدون أحدا منا يخرج من بيته ؟! .. أم أنتم خائفون علينا حتى لا نتواجد بتجمعات كثيرة فى الشوارع ؟! و ذلك حماية لنا من أنفلونزا الخنازير. الطريف أن هناك قانونا للمرور الجديد عندما تم تفعيله لم يشعر الناس بازدحام أو أى عوائق كما بالوقت الحالى، إلا أن هذا المشروع يبدو أنه غط فى نوم عميق و لم يعد موجودا وإلا كان كل قائد سيارة يرتدى حقا الحزام فى كل وقت، وليس عند الإشارات والكمائن فقط ، فضلا عن مظاهر أخرى أكثر من ذلك. أعتقد أن هذا المشهد المأساوى للمرور بمصر لن يحل إلا بمعجزة حقيقية فنحن 80 مليونا والصين تجاوزت المليار، إلا أننا لم نسمع عندهم بأى مشاكل عن المرور مثلنا نحن فلماذا لا نعمم أى تجربة أجنبية حتى و لو كانت صينية فى إصلاح المرور عندنا ويجب علينا أن نبدأ بأنفسنا . الركاب يتعاملون مع المركبات من أوتوبيسات وتاكسى وغيره بقل طيب وصافى على طريقة "المصرى اللى على حق يقول للغلط لا " . وعلى السادة المسئولين عن هيئة النقل العام الرجاء العطف علينا بإيجاد الأوتوبيسات ليلا لأنه هذا هو الواقع الذى يجب أن نراه ، وأتمنى من قائدى سيارات التاكسى جميعا بكل فئاتهم قديم و جديد و عاصمة التكرم بقبول طلب أى راكب و توصيله إلى مكان ما يريد وأرجو من الجميع ترك الرشاوى و جانبا و السير على الطريق المعتدل حتى نرى مرورا صحيحا.