لا أعرف لماذا وقع اختيار المخرج محمد عبد العزيز على الفنان أحمد بدير ليجسد شخصية محمود المليجى، فلا يوجد أى تشابه فى الشكل ولا الروح ولا الأداء ولا السلوكيات والتصرفات التى كان يسلكها المليجى فى حياته الفنية، وبين ما يقدمه أحمد بدير فى مسلسل "أبو ضحكة جنان". فبدير بعيد تماما عن الشخصية، بداية من الشكل الذى رسمه والباروكة غير المناسبة لتقريب ملامح المليجى، بالإضافة لطول بدير الذى ألزمه بانحناء ظهره ولكن كل ذلك قد يغفره استلهام وتحضير روح المليجى، كما فعل أشرف مع إسماعيل ياسين، ولكن حتى هذا لم يتحقق فقد أظهر بدير المليجى " بيحذق" على الكلام ومنفعل دائما ومحنى الظهر حتى وهو جالس، فمحمود المليجى الذى قدمه بدير محمود المليجى الفشنك وليس الأصلى الذى نعرفه. أما الممثل الشاب أحمد فلوكس فقد أصابنى بالدوار والدوخة عندما شاهدته وهو يجسد شخصية الفنان العبقرى "أنور وجدى"، فقد ظل فلوكس يحرك رقبته يمينا ويسارا بمعدل لفة كل فمتو ثانية، ومع كل حديث أو حوار بينه وبين أى شخصية فى المسلسل كان يحرك رقبته، معتقدا بذلك أنه يجسد أنور وجدى ولكنه لا يعلم ومخرج المسلسل السورى محمد زهير الذى ينادونه فى التصوير يا دكتور محمد ولا أعرف هو دكتور فى أى شىء لا يعرف أن حركة رقبة أنور وجدى هذه كانت شخصية فنية يقدمها فى أفلامه ولم تكن طبيعته خارج التصوير، وما يؤكد ذلك أن هذه الحركة ابتدعها وظهر بعد سلسلة أفلامه مع الطفلة فيروز ، لكن أفلامه القديمة كان لا يحرك رقبته هكذا هذا بالإضافة لظهور أنور وجدى فى المسلسل حقودا وشريرا وبخيلا وجاحدا واحمق وغبيا و"بيغلط" فى كل الناس ويسيئ إليهم، وهذه الصفات جميعا لو اجتمعت فى شخص لن يكون بأى حال من الأحوال مبدعا ومعشوقا من الفنانين الذين يعملون معه.. فما قدمه فلوكس فى مسلسل " قلبى دليلى " ليس أنور وجدى الذى عرفناه وسمعنا وقرأنا عنه، وحتى لم يصل إلى أنور وجدى الصينى ولا حتى التايوانى، لأن الصين وتايوان على الأقل عندما تقلد منتجا تقلد شكله وبعضا من صفاته وقد تتغاضى عن جودته، لكن فلوكس لا حصل صينى ولا تايوانى .