نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مجموعة من الصور النادرة للكاتبة البريطانية دوريس ليسنج الحاصلة على جائزة نوبل فى الأدب عام 1994، والتى رحلت عن عالمنا أمس الأحد بعد مسيرة طويلة من الأدب والإبداع، ونقلا عن الجارديان أعاد "اليوم السابع" نشر هذه الصور مع كتابة عبارة من عبارات الكاتبة على كل صورة. "هناك جيل كامل من النساء تراءت حيواتهن وكأنها توقفت حين رزقن أطفالاً، أصبح أغلبهن عصابيات بسبب، على ما أظن، التناقض بين ما تعلمن بالمدارس أن فى مقدورهن عمله وما جرى لهن فى الواقع". "كانت تلك هى الحقيقة، لم يثق أحدهما بالآخر، كانا لا يثقان بالعدمية الهدامة المشتركة بينهما، تركتهما مثل هذه النقاشات، التى تواترت بمرور الوقت، متصلبين تجاه بعضهما لعدة أيام، فى حالة من التحدى اليقظ، كان هذا جزء من شجارهما الطويل المنهك، الذى كان تذويبا متواصلا لعداء متبادل إلى ضحك متعب". "أى نوع من الناس نحن؟ فلنستخدم الكلمات العارية للحقائق العارية، مرة واحدة فقط". "ما يثير اشمئزازى هو أن أرى أن الطريقة التى تثيركم جميعا هى لحظة نشوب الحرب". فى عام 1997 أصدرت الجزء الثانى من سيرتها الذاتية "المشى فى الظلال": تستهله بوصولها إلى لندن عام 1949 – أم عزباء فى الثلاثين قادمة من روديسيا الجنوبية – ولندن ما بعد الحرب العالمية الثانية وانهماكها فى الحركة الشيوعية والمعارك الشخصية والسياسية، ثم نبذها للأفكار الشيوعية، وتنتهى من كتابته فى عام 1962، عند نشر روايتها "المفكرة الذهبية". تصف فيه كيف سيطرت الشيوعية على الحياة الفكرية فى العقد السادس من القرن العشرين. فقد رشح كتابها عام 1998 لجائزة حلقة النقاد لأفضل كتاب على المستوى القومى لعام 1997 فى فئة أدب السيرة، وكان هو آخر كتاب كتبته عن سيرتها ولم تكتب غيره. عام 2001 حصلت على جائزة أسبانيا المرموقة "أمير أستورياس للأدب" من مؤسسة أمير أستورياس لأعمالها الأدبية المدافعة عن الحرية وقضايا العالم الثالث، كما نالت جائزة ديفيد كووِن البريطانية للأدب وتقلدت وسام مرافق الشرف من الجمعية الملكية للأدب. نشرت ليسينج روايتها الأخيرة "ألفريد وإيميلى". تناولت فى الكتاب حياة والديها، التى حطمتها الحرب العالمية الثانية. فقد كانت تتخيل ليسينج فى الجزء الأول من الكتاب حياة سعيدة لوالديها لو لم تندلع الحرب. والجزء الثانى تناولت أصل علاقتهما الحقيقية فى أعقاب الحرب وانتقالهما إلى أفريقيا. بعدها أعلنت توقفها عن الكتابة لأسباب صحية. وقالت "لم يبق شىء لم أقله". فى شقة متواضعة ببيت من الآجر شمال غرب لندن. تطل شقتها على مدفن فرويد!. "لجنة التحكيم السويدية وصفت ليسنج بأنها كاتبة ملاحم تُعبر عن التجربة الأنثوية، كاتبة أخضعت بشكوكها وحسها المتقد وقدرتها على الابتكار حضارة منقسمة للفحص والتمحيص". "حياتى كانت مزيحاً غير متساوٍ، قليل من المتعة وكثير من الألم".