مرت العلاقات بين الدولتين الإفريقيتين الكبيرتين «مصر» و«إثيوبيا» بحالات صعود وهبوط على امتداد قرنٍ كامل، وقد كان الإمبراطور «هيلاسيلاسى» ينظر لمصر بتحفظ وحذر، معبرًا عن القومية «الأمهرية» التى ترى أن تاريخها ينافس التاريخ المصرى، بل ويعتبرون بلدهم أسبق إلى الاستقلال من باقى دول القارة، ولقد فطن «عبدالناصر» إلى هذه الحقيقة فتعامل مع الإمبراطور الإثيوبى الراحل بندية واحترام، ورحب بأن تكون «أديس أبابا» هى مقر منظمة «الوحدة الإفريقية» عند إنشائها عام 1963، بل ودعا الإمبراطور «هيلا سيلاسى» لكى يحضر «وضع حجر أساس» «الكاتدرائية الكبرى» فى «القاهرة» مع البابا الراحل «كيرلس الثالث» فى وقتٍ كانت فيه «الكنيسة الإثيوبية» مرتبطة «بالكنيسة المصرية» ارتباطًا كاملاً، ومع ذلك لم تبرأ العلاقات بين الدولتين من حساسياتٍ تاريخية ممتدة بلغت ذروتها بقيام «إثيوبيا» بالبدء فى إنشاء «سد النهضة» منفردة ودون تشاور مع «مصر» دولة المصب.