ناقش الإعلام الروسى، بصفة خاصة، زيارة وزيرى الدفاع والخارجية الروسيين إلى القاهرة لمقابلة وزيرى الدفاع والخارجية المصريين، فى زيارة الأولى من نوعها منذ السبعينيات عندما طرد الرئيس الراحل "أنور السادات" الخبراء "السوفيت" من مصر. وأكدت الصحف والمواقع الروسية أنه فى المستقبل القريب ستشترى مصر من روسيا الأسلحة الحديثة، والأكثر تقدما، وتبلغ قيمة الصفقة الأولى أربعة مليارات دولار. وأضاف الإعلام الروسى "فى الماضى، كان المورد الرئيسى للأسلحة إلى مصر هو الاتحاد السوفيتى، ولكن توقفت عملية تسليم الأسلحة بعد حدوث تغيير مفاجئ فى القيادة المصرية برئاسة أنور السادات، وتم تركيز التعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية". وأكد موقع "نوفايا باليتيكا" الروسى أن الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكى جون كيرى لمصر كان الهدف منها بيع الأسلحة للقاهرة، وطلب "كيرى" من الجانب المصرى رفض إبرام عقد لشراء أسلحة من روسيا، واعدًا بعودة العلاقات مع القاهرة إلى مستواها السابق، لكن مصر، كما ذكرت وكالة ريا نوفوستى، رفضت جميع مقترحات الدبلوماسى الأمريكى، على حد قولها. وأضافت الصحف الروسية أن زيارة وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف ووزير الدفاع سيرجى شويجو ينظر إليها على أنها علامة على التقارب بين البلدين فى وقت الحكومة المصرية الحالية، وتحاول كسب حلفاء جدد والحد من الاعتماد على واشنطن. وقال مسئولون روس إن سيرجى لافروف وزير الخارجية وسيرجى شويجو وزير الدفاع، سيناقشان "التعاون العسكرى والفنى"، وإن علاقة والقاهرة، وواشنطن، التى ظلت لمدة 40 عاما المصدر الرئيسى للمساعدات والأسلحة فى مصر تدهورت منذ الإطاحة بحكم الإخوان من مصر، موضحين أن التوتر نما بين القاهرةوواشنطن، مما أدى إلى قرار الولاياتالمتحدة لوقف جزئى لإمدادات المساعدات العسكرية. وقال جورجى ميرسكى، الخبير فى شئون الشرق الأوسط فى معهد الاقتصاد العالمى والعلاقات الدولية بموسكو، إن حكومة روسيا كانت دائما معادية جدا ل"الإخوان المسلمين"، إلا أن قيادة عبد الفتاح السيسى يمكن أن تؤدى بمصر إلى استعادة هيبتها بين الدول العربية، مشددا على مساعدة روسيا للإدارة المصرية لاستعادة نفوذها فى الشرق الأوسط. وأشار الخبير الروسى لموقع "إينو سمى" الروسى إلى أن الاتحاد السوفيتى كان حليفًا مقربًا من مصر تحت قيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذى يعتبره المصريون بطلا قوميا، لأنه كان ضد الغرب وضد الاستعمار حتى وفاته عام 1970، مشيرا إلى أن التقارب مع روسيا يذكرنا بأيام عبد الناصر، عندما قال "مصيرنا فى أيدينا، ومصر ليست دولة تابعة للولايات المتحدة". وقال ميرسكى، إن حكومة روسيا ربما تشعر أن الوقت قد حان لتذكير الشعب المصرى بالأيام الرائعة التى كانوا يعيشونها أيام عبد الناصر، ونأمل أن يصبح الجنرال عبد الفتاح السيسى "ناصرا جديدا"، مؤكدا أن روسيا تسعى لتقديم الدعم فى المنطقة من أجل ضمان نجاح مؤتمر "جنيف 2"، والذى يهدف إلى إنهاء الصراع فى سوريا. من جهة أخرى قال موقع قناة "بيتر تى فى"، الخاصة بمدينة سان بطرسبورج الروسية، إن وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو سيقوم بزيارة القاهرة يوم الخميس على رأس وفد روسى، والغرض من هذه الزيارة مناقشة صفقة كبرى لتوريد الأسلحة الروسية المتطورة لمصر. وأضاف الموقع أنه وفقا لوسائل الإعلام الروسية، تجرى مناقشة اقتراح بشأن "صفقة تاريخية"، والتى بموجبها سيتم منح القاهرة الحق فى اختيار أنواع الأسلحة من الترسانة الروسية الحديثة، ولا توجد أية قيود على اختيارات الجانب المصرى. وأشار الموقع إلى أنه وفقا للمعلومات الأولية، تم بالفعل إبرام الاتفاق على مبلغ 4 مليارات دولار لتوريد الأسلحة إلى مصر. من جانبه صرح مسئول رفيع المستوى فى شركة "روس أوبورون أكسبورت" المتخصصة فى تصدير الأسلحة والمعدات الروسية إلى الخارج، اليوم الجمعة، أن روسيا مستعدة لتزويد مصر بالسلاح، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن المسألة الأساسية تبقى قدرة القاهرة على تسديد قيمته. وأوردت وكالة "نوفوستى" الروسية أن حديث المسئول جاء تعليقا على ما ورد فى وسائل إعلام حول زيارة وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو إلى مصر الأسبوع المقبل، واحتمال البحث فى مسألة إمداد الجيش المصرى بأسلحة روسية بقيمة 4 مليارات دولار. وقال المسئول إن "العلاقات التقليدية التى تطورت من علاقات ربطت سابقا الاتحاد السوفيتى من جهة ومصر من جهة أخرى إلى علاقات روسية - مصرية، ومنها فى مجال توريدات الأسلحة والمعدات، تبقى على ما هى عليه". وأضاف: "نحن مستعدون لإجراء محادثات مع الجانب المصرى حول إمكانية تسليمه التقنيات العسكرية الحديثة، وكذلك إصلاح المعدات القديمة التى تسلمها المصريون أيام الاتحاد السوفيتى".