جلست مع أفراد أسرتى نتحاور فى الشأن العام، ونبحث عما قد يفيد من أفكار بعيدًا عن الشجار والسعار السياسى مع الأخذ فى الاعتبار، أن لكل فرد رأيه ورؤيته التى قد تختلف عن الآخرين لكنها محل احترام وتقدير، وأردت أن أصيغ هذا الحوار لعله قد يكون مفيدًا للقارىء الكريم. 1- الزوجة أرى أنه لابد من عملية تأهيل سياسى لمترشحى الرئاسة فبعد قفل باب الترشح للانتخابات الرئاسية وإعلان قائمة المرشحين الذين سوف يخوضون الانتخابات حتى يتم التأهيل على النحو التالى: الإلمام بتاريخ مصر القديم والحديث. الإلمام بكافة الموارد الطبيعية التى تملكها مصر وسبل الاستفادة منها. الإلمام بخريطة العالم والمتغيرات الخارجية والدور الفاعل لكل دولة فى المنطقة المحيطة. كيفية إعداد برنامج انتخابى حقيقى يتسم بالمصداقية ويرتكز على الواقعية. الإلمام بالنواحى البروتكولية فى المقابلات والزيارات والاحتفالات والمراسم. الإلمام بفنون التحدث والخطابة وفهم النواحى السيكولوجية فى التعامل مع الآخرين. أهمية الاهتمام بالمظهر دون تكلف أو تقصير. وغير ذلك من الأمور المتعلقة بشئون الحكم وإدارة الدولة ويستعان فى ذلك بذوى الخبرة لعقد دورة تأهيلية مكثفة لمدة شهر مثلا، ولا بد أن يكون هذا قبل موعد إجراء الانتخابات بوقت كاف، حسبما يتاح من وقت بما لا يشغل المرشحين عن الدعاية الانتخابية، والهدف من ذلك إعداد شخص المترشح للمنصب فإذا فاز أيا منهم كان مستعدًا لتولى المنصب وهو يعلم كيف يباشر مهامه كرئيس للبلاد، وهذا الطرح قريب مما يحدث فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية حيث إن هناك مدى زمنى بين الفوز بالرئاسة وتولى المنصب ويكون هذا الوقت لتأهيل الرئيس معنويًا وإداريًا لتسلم مهام منصبه من سابقه. 2- الأبناء ------ نرى أنه لابد من وضع منهج للتثقيف السياسى لطلبة المدارس خصوصًا فى المرحلة الإعدادية وهى بداية الإدارك والوعى للأمور السياسية ويتم التوسع فى المرحلة الثانوية، وذلك من خلال مادة التربية السياسية حيث إن مادة التربية الوطنية لا تفى بغرض تعريف الطالب ما يلى:- مفهوم الدستور وما هى حقوق وواجبات الفرد كما كفلها الدستور. مفهوم النظام السياسى والنظام السياسى المعمول به فى الدولة. سلطات الدولة واختصاص كل سلطة. منصب رئيس الجمهورية، سلطاته واختصاصاته. دور البرلمان ومهام النائب البرلمانى. الحكم المحلى ودوره فى النظام السياسى. قواعد الدعاية السياسية. وغير ذلك من الأمور المتعلقة بتكوين ثقافة سياسية منذ الصغر. حتى ننشئ أجيال لديها الوعى السياسى والمشاركة الإيجابية والفاعلة فى الحياة السياسية غير منفصله أو مغيبة عن الواقع. كان هذا نتيجة حوار أسرى بناء بهدف خلق مستقبل أفضل لمصرنا التى نحبها جميعًا وأن اختلف التعبير عن هذا الحب، فتحية لأسرتى الكريمة وتحية لكل أسرة مصرية تفكر لأجل تقدم ورخاء هذا الوطن.
