كم آلمنى وأزعجنى وزادنى حزنًا وأسى ووجيعة وحسرة على ما آلت إليه أحوالنا وتصرفاتنا فى مصر، جلست أشاهد التلفاز، وتحديدًا برامج التوك شو بعد محاكمة المعزول مرسى، فوجدت من يتحدث عن حركاته وسكناته، وعن ما قاله داخل القفص، ويتحدثون بعد نقله إلى محبسه فى سجن برج العرب بالإسكندرية عن رفضه أكل السجن، وأنه مضطرب وأنه رفض التوقيع على أى أوراق.. الخ، من الاستخفاف والإسفاف بعقول المصريين .. ما هذا الفراغ الذى أنتم فيه!.. هل حلت جميع مشاكل شعب مصر، لكى يتفرغ لمتابعة ما يفعله المعزول فى قفصه ومحبسه؟!.. الشعب لا يشغله الآن هذه الأمور التوافه الهابطة، والتى لا تثمن ولا تغنى من جوع، ولا تحل مشاكله الدائمة المستمرة، والذى يعانى منها أشد المعاناة، ولا تحل. يا سادة المعزول مرسى أصبح ماضيًا أسود بالنسبة للشعب المصرى، كفاكم إسفاف واستخفاف بعقول الشعب المطحون المفروم المعدم، الشعب المصرى لا يفكر فى المخلوع ولا المعزول. الشعب المصرى يريد توفير رغيف خبز، والذى أصبح حلم المصريين الذى لا يتحقق، الشعب المصرى يحتاج أنبوبة غاز، الشعب المصرى يحتاج إلى ماء نظيف وغذاء صحى ومسكن ملائم وحياة كريمة تليق بشعب صاحب أعظم الحضارات والثورات، الشعب المصرى يحتاج إلى مستشفيات يعالج بها، الشعب المصرى يحتاج إلى توفير مواصلات له، الشعب المصرى يحتاج إلى عمل وحل مشكلة البطالة، والتى تهدد المجتمع المصرى بأكمله،,الشعب المصرى يحتاج إلى عدالة اجتماعية حقيقية، وهى أحد اسباب قيامة بأعظم الثورات 25 يناير و30 يونيو، الشعب المصرى يحتاج إلى حل مشاكل الزبالة، والعشوائيات وأطفال الشوارع أقصى أمانيهم وطموحاتهم هى عندما يجوع، يجد طعامًا يسد جوعته، وعندما يريد أن ينام يجد مكانًا ينام به ويجد من يغطيه!!..الشعب المصرى يريد!. كل ذلك يريده شعب مصر المطحون المفروم المهلك المعدم، والذى يئن ويتألم ويغلى، ولم يبق له إلا أن يفور من سوء أحوال المعيشة والذى لا يهمه أكل المعزول ولا تحركاته وسكناته، كفاكم ارحمونا يرحمكم الله .. المعزول مرسى أصبح ماضيًا أسود!.. ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء .. نظرة إلى المستقبل. حفظك الله يا مصر، وحفظ جيشك خير أجناد الارض.. آمين.
