عاد إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، الأربعاء، ويليام بوتس، العضو السابق فى منظمة "الفهود السود" التى كانت تطالب بالمساواة بين السود والبيض بأمريكا، بعد سنوات أمضاها فى كوبا التى لجأ إليها على متن طائرة ركاب أمريكية، اختطف على متن عشرات الأشخاص ليمضى سنوات فى السجن اعتنق خلالها الدين الإسلامى. وقام فريق من عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالى FBI بالقبض على بوتس بعد وصوله لتسليم نفسه فى مطار ميامى الدولى، وذلك بتهمة القرصنة الجوية بسبب عملية الاختطاف التى نفذها عام 1984 بواسطة مسدس تمكن من تهريبه معه إلى الطائرة ليرغم قائدها على تحويل مساره من ميامى إلى كوبا. ومن المقرر أن يمثل بوتس لاحقا الخميس، أمام المحكمة للنظر فى قضيته، وفى حال إدانته فإن العقوبة ستتراوح بين 20 سنة أو السجن لمدى الحياة، رغم أنه سُجن فى كوبا 15 عاما بسبب عملية الاختطاف، بعدما كان يعتقد أنه سيتلقى "استقبال الأبطال" فى الجزيرة الشيوعية مع توفير تدريب عسكرى له من أجل إشعال ثورة فى أمريكا. وقال بوتس، متحدثا لCNN: "الكوبيون تغيروا بطريقة مكيافيلية، كانوا يقدمون هذا النوع من المساعدة لكنهم تبدلوا". وعوض أن يتحول بوتس إلى أيقونة ثورية جديدة مثل "تشى جيفارا" وجد نفسه خلف القضبان فى سجون كوبا التى يسودها العنف، وقد أمضى فترة عقوبته وغادر الزنزانة ليتزوج بامرأة كوبية، واعتنق الدين الإسلامى، وحافظ على اعتمار القلنسوة فوق رأسه. ويقول بوتس إنه فقد تطلعاته نحو الثورة الكوبية، مضيفا أنه بعد 50 سنة على قيامها مازالت العائلات عاجزة عن توفير طعام جيد للأطفال وكبار السن. وتمكن بوتس من العودة إلى أمريكا بعد الحصول على جواز مرور لمرة واحدة، وقد استقل رحلة برفقة اثنين من رجال الأمن، وقد سبقته عائلته المكونة من زوجته وابنتيه إلى الولاياتالمتحدة، وهو يأمل بأن تعتبر المحكمة بأنه قد أمضى فترة عقوبته وتوافق بالتالى على منحه فرصة جديدة.
