رغم عدم خطورة المرض وانخفاض نسبة الإصابة به 80% عن العام السابق، إلا أن الحديث عن "الغدة النكافية" أصبح يثير مخاوف الآلاف من أولياء الأمور، خاصة مع تكرار ظهور حالات الإصابة بالفيروس بين الأطفال من طلبة المدارس بالمحافظات المختلفة. ويعرف فيروس الغدة النكافية أو "النكاف" بمرض فيروسى، سريع الانتشار خلال فصل الشتاء، تنتقل العدوى منه من شخص مصاب إلى شخص سليم عن طريق الرذاذ المتطاير بالهواء، والصادر من أنف وفم الشخص المصاب عند السعال، وقد تحدث الإصابة أيضا عن طريق ملامسة الأدوات أو الأسطح الملوثة برذاذ شخص مصاب، إلا أن أعراض الإصابة بالمرض، والمتمثلة فى ارتفاع درجة الحرارة والصداع وآلام العضلات وفقدان للشهية، بجانب تورم وألم فى الغدد اللعابية تحت الأذن أو الفك على جانب واحد من جانبى الوجه، ولا تظهر الأعراض فور الإصابة بالعدوى، وإنما خلال فترة من أسبوعين إلى 3 أسابيع، كما أن الإصابة بالمرض تعطى المريض بعد شفائه مناعة مدى الحياة، بحيث لا يمكن أن يصاب بالنكاف مرة أخرى طوال حياته. وبحسب الدكتور عمرو قنديل، وكيل أول وزارة الصحة لشئون الطب الوقائى، فإن "الغدة النكافية" ليست أكثر من "مرض فيروسى بسيط"، لا يستدعى حالة الخوف المنتشرة حاليا منه بسبب المبالغة والتهويل فى تناول أمر الإصابة بالفيروس، لافتا إلى أنه يمكن الوقاية من المرض بخطوات بسيطة للغاية، متمثلة فى راحة المريض بالمنزل خلال فترة إصابته، مع ابتعاده قدر المستطاع عن المحيطين به لعدم انتقال العدوى إليهم، وتحديدا الأطفال والأشخاص ذوى المناعة الضعيفة، بالإضافة إلى التهوية الجيدة وتغطية الفم والأنف بمنديل عند السعال، مع غسل الأيدى بالماء والصابون باستمرار، وعدم مشاركة استخدام أدوات الشخص المصاب، وتنظيف الأسطح التى يستعملها المصاب باستمرار. وشدد قنديل على أن وزارة الصحة لا تنصح أو توصى أى من طلبة المدارس أو الجامعات بأخذ تطعيمات ضد الغدة النكافية، فى حين أن تعدد حالات الإصابة بالفيروس بين الطلبة ترجع إلى ارتفاع كثافة الفصول. وكانت الدكتورة مها الرباط وزير الصحة، قد أعلنت فى وقت سابق أن عدد المصابين بفيروس الغدة النكافية خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر بلغ 980 حالة، بانخفاض فى عدد المصابين بنسبة 80%، فى حين بلغ إجمالى عدد المصابين بالفيروس خلال العام الماضى 12 ألفا و537 مصابا.
