شدد رئيس الوزراء الأردنى الدكتور عبدالله النسور على عدم وجود تغيير فى موقف بلاده من الأزمة السورية، قائلا: "إن موقف المملكة نابع من جامعة الدول العربية". جاء ذلك ردا على اتهامات وجهها الرئيس السورى بشار الأسد للمملكة فى لقاء تليفزيونى مع قناة (الميادين) العربية الاثنين الماضى بقوله "إن الأردن كان بعيدا عن دعم من سماهم ب"الإرهابيين" فى سوريا لكنه دخل على الخط منذ أقل من عام". وتساءل رئيس الوزراء الأردنى، خلال لقاء ضمه مع رؤساء تحرير الصحف اليومية الأردنية وكتابا أمس الثلاثاء، قائلا: "لم يدعم الأردن المعارضة السورية فى وقت كان فيه النظام ضعيفا، فكيف نفكر فى دعمهم الآن بعد أن أصبح (النظام) أكثر قوة بعد مرور نحو عامين ونصف على هذه الأزمة؟". وأكد أن عاهل الأردن الملك عبدالله الثانى رغم العواصف التى تحيط بالمنطقة، استطاع الحفاظ على أمن وسلامة المملكة فى ظل الأزمة السورية، لافتا إلى أن ما يحدث فى سوريا يزيد من المخاطر على المملكة، مشيرا إلى الخشية من "المتطرفين" مما يستوجب اليقظة. وتعتبر الأردن من أكثر الدول المجاورة لسوريا استقبالا للاجئين منذ بداية الأزمة هناك قبل أكثر من عامين، وذلك لطول حدودهما المشتركة التى تصل إلى 375 كم يتخللها عشرات المعابر غير الشرعية التى يدخل منها اللاجئون السوريون إلى أراضيها. ويستضيف الأردن على أراضيه ما يزيد على 550 ألف لاجئ سورى، فضلا عن وجود ما يزيد على 600 ألف سورى قبل الأحداث، وذلك بحكم علاقات نسب ومصاهرة وتجارة، ولم يتمكن غالبيتهم من العودة، فيما أعلن النسور مؤخرا أن أعداد السوريين فى المملكة يتجاوز مليونا و250 ألف سورى. يذكر أن بشار الأسد يحكم سوريا منذ عام 2000 عقب وفاة والده حافظ الأسد الذى حكم البلاد أكثر من ثلاثة عقود، وفى الوقت الذى تؤيد فيه القوى الغربية مدعومة من دول عربية وتركيا لقوات المعارضة، تؤيد روسيا وإيران النظام السورى. يشار إلى أن الأزمة السورية خلفت منذ بدايتها فى منتصف مارس 2011 وحتى الآن ما يزيد على 100 ألف قتيل وأكثر من 31 ألف معتقل فى سجون النظام، ولدى المعارضة المسلحة، إضافة إلى نزوح الملايين من السوريين إلى الدول المجاورة.