اختتم وزير الخارجية نبيل فهمى والوفد الوزارى المرافق له جولته اليوم الثلاثاء، فى عدد من دول حوض النيل والتى شملت كلاً من أوغندا وبوروندى بعد زيارة استغرقت يومين، التى كان مقررًا لها أن تشمل دولة الكونغو الديمقراطية أيضًا، إلا أنه فى ضوء انعقاد اجتماع طارئ مشترك لغرفتى البرلمان الكونغولى بحضور جميع أعضاء الحكومة للتصديق على الاتفاقية الإطارية الخاصة بأزمة شرق الكونغو، قد تقرر تأجيل الزيارة حتى يتسنى أعطاء الوقت الكافى للمقابلات والاجتماعات. وفى تصريح ل"فهمي" أثناء تواجده بالعاصمة البوروندية بوجمبورا، وعقب لقائه مع الرئيس البوروندى "بيير نيكرونزيزا"، أشار إلى أن زيارة الوفد المصرى رفيع المستوى بمشاركة كل من الدكتور أيمن أبو حديد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، والمهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية، تركت رسالة واضحة وقوية للقيادات السياسية والمسئولين بالبلدين على الأولوية القصوى التى يوليها الرئيس عدلى منصور والحكومة المصرية لتعزيز علاقاتنا مع دول حوض النيل فى شتى المجالات. وأضاف وزير الخارجية أنه حرص على التأكيد للمسئولين بالدولتين على أن التوجه المصرى لدول حوض النيل ليس توجهًا تكتيكيًا، ولا يستهدف تحقيق مصالح وقتية مرتبطة بملف مياه النيل أو غيره رغم الاهتمام الخاص الذى توليه مصر لهذا الملف لارتباطه بالأمن المائى المصرى، ولكنه توجه يعكس انتماءً مصريًا للقارة الأفريقية بشكل عام ودول حوض النيل على وجه الخصوص. وأكد فهمى أنه نقل لكل من الرئيس الأوغندى "موسيفيني" والرئيس البوروندى "نيكرونزيزا" اهتمام القطاع الخاص المصرى بدعم الاستثمار مع البلدين والارتقاء بمستوى علاقات التعاون فى المجالات التى تحقق المصالح المشتركة للجميع، موضحًا أن نهر النيل يجب أن يظل دائمًا مصدرًا ملهمًا للتعاون وتعظيم المكاسب لجميع دول الحوض وعدم الإضرار بأى طرف، مشددًا على أن مصر لا يمكن أن تقف عائقا أمام التنمية الشاملة والمتكاملة لدول حوض النيل. وشرح الدكتور أيمن أبو حديد وزير الزراعة مجالات التعاون المتعددة وما يتوافر من إمكانيات لمصر فيها، كما استعرض المهندس إبراهيم محلب المشروعات ومجالات التعاون القائمة فى مجال التنمية والبناء والبنية التحتية وإمكانيات مصر التى يمكن أن توفرها كل من الحكومة والقطاع الخاص، بحيث يتم استثمارها وفقًا لبرامج التنمية الوطنية ومصالح مصر والدول الصديقة. وأكد وزير الخارجية أنه نقل إلى قيادات الدولتين رؤية متكاملة لكيفية النهوض بموارد نهر النيل وزيادتها لخدمة كل دول الحوض وهى الرؤية التى لا يمكن أن تترجم إلى واقع ملموس دون تبنى الحوار كمنهج أساسى للتعاون وتحقيق التوافق والمنفعة المشتركة لجميع الأطراف، مؤكدًا استعداد مصر الكامل للدخول فى هذا الحوار الجاد فى أسرع وقت.
