اهتمت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية بالتعليق على فعاليات أولى جلسات محاكمة ال26 شخصا المتهمين بتشكيل خلية إرهابية فى مصر لصالح حزب الله الشيعى بلبنان وقالت إنهم امتثلوا أمس الأحد أمام القضاء للبت فى قضية أظهرتهما فى صورة إما جهاديين أو ضحايا السياسة الإقليمية. تقول الصحيفة إن قضية المدعى العام قائمة على الادعاءات التى تقول إن المتهمين كانوا يخططون لشن هجوم على السائحين الإسرائيليين فى مصر وعلى السفن التى توجد فى قناة السويس، هذا بالإضافة إلى تواطئهم فى تهريب الأسلحة بين سيناء وغزة. وعلى الرغم من ذلك، زادت التساؤلات حول المدة التى استغرقتها التحقيقات وأسباب احتجاز الرجال لعدة شهور قبل تحديد موعد المحاكمة. وتشير الصحيفة إلى أن بعض المتهمين اعترفوا بتخطيطهم لشن هجوم على الإسرائيليين، ومع ذلك، يزعم عدد من منظمات حقوق الإنسان أن قوات الشرطة استخلصت هذه المعلومات عن طريق تعذيب المعتقلين وهو الأمر الذى يشكك فى صحة اعترافاتهم. وأكد من ناحية أخرى، محامو المتهمين أن إحالة القضية إلى محكمة أمن دولة حرم المتهمين من الكثير من حقوقهم الشرعية والأساسية، وعلى رأس تلك الحقوق حق استئناف حكم المحكمة. ومن هنا أصبحت القضية أكبر من مجرد مسألة أمن قومى، فعلاقات مصر مع إيران، التى تدعم حزب الله، تعرف بضعفها الشديد، وقد قال وزير الخارجية، أحمد أبو الغيط فى وقت سابق إن إيران استخدمت الجماعة اللبنانية للحصول على موطئ قدم فى مصر. ومن جانبه، أكد زعيم حزب الله، حسن نصر الله أن الاتهامات التى وجهتها مصر للحزب تكمن وراءها دوافع سياسية وتلفيق بهدف قلب الرأى العام فى مصر ضد الجماعة، ومع ذلك، اعترف نصر الله بأن سامى شهاب، أحد الخمسة اللبنانيين المتهمين، ينتمى بالفعل إلى حزب الله وذهب إلى مصر لأداء مهمة لوجيستية تتعلق بمساعدة المقاومة الفلسطينية، وليس بشن أية هجمات فوق الأراضى المصرية. وترى الصحيفة أن تسييس قضية "خلية حزب الله" سيكون له تأثير بالغ الأهمية على الطريقة التى ينظر بها للمحاكمة الجارية، ويبقى السؤال الأهم مطروحاً؛ هل كان المتهمون ال26 ضحايا الصراع الدائر بين مصر وإيران أم هل خططوا حقاً لشن هجمات إرهابية على مصر لتنفيذ أجندة وضعها الحزب؟
