"الاستقالات الجماعية" سياسة جديدة ينتهجها أعضاء الحزب الوطنى فى المحافظات، اعتراضا على التزوير فى انتخابات الوحدات الحزبية، أو اتباع مسئولى الحزب سياسة "الواسطة" أو سيطرة أحد الأعضاء على الحزب، حيث شهدت المحافظات حركات واسعة من الاستقالات الجماعية، كانت سببا فى سيطرة حالة من الارتباك على الحزب الوطنى "الأم"، حيث وصل عدد الاستقالات منذ بداية 2009 وحتى الآن إلى أكثر من 1454. مع بداية 2009 وتحديدا فى شهر فبراير شهد الحزب الوطنى أعنف حركة استقالات جماعية تمثلت فى استقالة 1200 عضو بدمياط تركزت فى دائرتين فقط، وهما الزرقا "700 استقالة" ودائرة فارسكور "500 استقالة" احتجاجا على إصرار صلاح غنيم، أمين عام الحزب بالمحافظة وأمناء المراكز بهذه الدوائر، على تعيين أقاربهم فى أمانات الحزب دون موافقة أعضائه، واتهمهم الأعضاء بمجاملة أقربائهم فى اختيارات اللجان الحزبية، استغلالا لتخلى أعضاء مجلس الشعب الحاليين عن أدوارهم الحزبية لأمين المحافظة، على حد تعبيرهم، لذلك قرر المستقيلون من الحزب تجميد اللجان التى ينتمون إليها والتى بلغ عددها 12 لجنة. وفى يونيو تقدم 30 عضوا من الحزب الوطنى بحوش عيسى فى محافظة البحيرة باستقالتهم وطلب لرفع أسمائهم من كشوف الحزب الوطنى اعتراضا على إهانة الشرطة لزميل لهم داخل مركز شرطة حوش عيسى، حيث تعرض المحامى أحمد عبد الإله للاعتداء ومحاولة قتله باستخدام سلاحه الميرى داخل قسم الشرطة، لولا تدخل رئيس المباحث والمأمور وبعض المحامين المتواجدين بالمركز، وهو ما اعتبره المحامون إهانة لهم جميعاً. فيما شهد شهر أغسطس وحده ثلاث حركات استقالات جماعية أهمها استقالة 146 عضوا بالحزب الوطنى فى أسوان وتحديدا فى قرية الديكة، وذلك أثناء زيارة المهندس أحمد عز أمين التنظيم بأسوان، وجاءت الاستقالات احتجاجا على احتكار قلة محدودة بالمناصب فى الحزب دون أن تقدم شيئاً بالإضافة إلى الاشتراكات والرسوم التى يدفعها الأعضاء والتى يتم الاستيلاء عليها ولا تحصل الوحدات القاعدية على نصيبها منها. كما تقدم 10 من أعضاء الحزب الوطنى بقرية أولاد نجم بمركز نجع حمادى والمرشحين للانتخابات القاعدية بالقرية باستقالة جماعية للحزب احتجاجا على تدخل أحد نواب مجلس الشعب وعدم توافر مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة بالحزب، واتهم الأعضاء نائب الشعب باشتراطه على الحزب شغل جميع المناصب بالوحدة الحزبية بأولاد نجم لأشخاص من عائلة واحدة، وذلك لأسباب سياسية وشخصية، وعدم توزيع المناصب بين العائلات المختلفة الموجودة بتلك المنطقة. أما ثالث حركة الاستقالة جاءت من محافظة القليوبية، وشهد الحزب الوطنى استقالة 50 عضوا بالوحدة الحزبية بكفر مناقر ببنها احتجاجا على تزوير انتخابات الوحدات الحزبية الأخيرة والتلاعب فى إرادة الناخبين من أعضاء الحزب، وأكد الأعضاء فى استقالتهم أن التكتلات الحزبية نجحت فى الحصول على نتيجة الانتخابات من خلال لغة المال والنفوذ، وأطاحوا بالعناصر الشبابية، وخالفوا تعليمات الرئيس مبارك بضرورة مشاركة الشباب فى العمل السياسى، وأن الانتخابات الأخيرة للوحدات الحزبية وبالأخص الوحدة الحزبية بكفر مناقر قسم بنها، شارك فيها 112 عضوا قاموا بالإدلاء بأصواتهم من إجمالى 253 عضوا، وبعد استبعاد الأسماء المكررة يصبح العدد الفعلى 229 عضوا مما يؤكد وجود تلاعب فى النتيجة.
