بإحدى الأركان المنزوية بين تفاصيل شارع الجمالية طالما استقر محاطاً بالقمامة، وجذوع الأشجار المتراكمة حوله لتخفى واجهته التى تعود لمئات السنين، بنفس حالة غيره من علامات مصر التاريخية التى تراكم عليها غبار الإهمال بقى منسياً لا يعرف قصته سوى من يبحث ورائها، لم يكن أحسن حظاً من غيره من آثار مصر المنسية التى تحمل خلفها تراثاً لم يعد قائماً وسط زحام الحياة التى لم تسمح بالاهتمام بآثار مصرية تسرد حقبة من تاريخها الطويل، الذى اكتفى بالظهور فى كتب تآكلت أطرافها بفعل السنوات. "سعيد السعداء" أحد المساجد الأثرية المهجورة التى توجهت إليها حملة "حراس الحضارة" فى زيارتها الثالثة بعد انطلاق الحملة التى وضعت خريطة الآثار المصرية على قائمة الاهتمام، إنقاذاً لما تبقى من ذكراها، وكانت زيارة مدرسة ومسجد "سعيد السعداء" هى الخطوة الثالثة التى نظمها شباب "حراس الحضارة" لكشف الغبار عن علامات تاريخية لم تدخل فى حيز الترميم. من داخل المسجد الذى انتهى به الحال مهملاً تحدث "محمد فتحى" منسق حملة حراس الحضارة لليوم السابع عن حالة المسجد قائلاً: "زيارة مسجد سعيد السعداء هى الخطوة الثالثة لحملة حراس الحضارة التى انطلقت بداية من ترميم وتنظيف حمام الشرايبى فى الدرب الأحمر، ودرب كرمز بحى الجمالية، واستكمال الحملة بهذا المسجد بعد تعاون الحى ووزارة الآثار التى أعلنت انضمامها للحملة، وهو ما حدث بالفعل بعد تعاون حى وسط القاهرة وتطوعه لحمل القمامة والمشاركة فى تنظيف المسجد". يكمل "فتحى": حالة المسجد كانت بحاجة إلى الاهتمام، السمة الغالبة هو سيطرة القمامة والمخلفات وجذوع الأشجار وأوراق الشجر الجافة التى تعرضه لخطر الحريق فى أشعة الشمس، وهو ما قمنا بتنظيف بالتعاون مع حى وسط القاهرة، الذى قام بالمساعدة فى رفع المخلفات ونقلها، ومازالت المرحلة القادمة هى توعية الأهالى بقيمة هذا الأثر ومعرفة حكايته وتاريخه وهو جزء من حملة حراس الحضارة التى تسعى إلى إنقاذ الآثار المهملة وملائمة ما حولها ليتناسب مع قيمتها، وتوعية أهالى المناطق المحيطة بها بقيمتها التاريخية وضرورة احترامها.