لا أحد يتخيل أن هناك مطربًا يستطيع التربع على عرش الغناء إلى ما يقرب من 36 عاما، لكن الكينج محمد منير وحده استطاع ذلك وتحدى كل الظروف والصعوبات التى قابلته فى بداية مشواره، لكونه لم يكن الشاب الوسيم أو المطرب التقليدى الذى اعتاد عليه الجمهور العربى والمصرى، على وجه الخصوص، لكن منير استطاع أن يفرض نفسه على الوسط الغنائى بلونه الأسمر المميز ولونه الغنائى النوبى، فمنذ أول ألبوم أطلقه عام 1977 "علمونى عينكى"، استطاع أن يلفت الأنظار إليه، وتوالت أعماله الناجحة بعد ذلك "شبابيك، بنتولد، شيكولاته، وسط الدايره، أنا قلبى مساكن شعبية، برئ، اتكلمى"، والتى حفرت اسمه بحروف من ذهب فى قلوب عشاقه. ويحتفل جمهور الكينج بعيد ميلاده اليوم، وكأن السنين لم تمر عليه مطلقا، فمازال كما هو متربعا على قلوب جمهوره بلونه الغنائى الذى لم يستطيع أحد محاكته فيه، رغم أن الكثير حاولوا تقليده لكنهم كانوا يموتون فنيا قبل أن يطرفوا بأعينهم، فمنير فقط هو الذى يستطيع صنع هذه التوليفة المختلفة والمميزة، والذى صاحبه خلالها كبار الشعراء والملحنين المميزين أيضا، ولكن كانت تميزهم يزداد دائما مع الكينج منهم أحمد منيب، صلاح جاهين، عبد الرحيم منصور، يحيى خليل، وهانى شنودة، وغيرهم من أيقونات الكتابة والتلحين فى العالم العربى. و"منير" ليس مجرد مطرب يؤدى جيدا الكلمات التى تسند له لغنائها بصوته العذب، بل منير فنان مثقف وصوت واع وله دائما رؤية مميزة تظهر فى الأغنية التى يقدمها، فمنير ليس مجرد صوت مميز أو حالة مختلفة، بل هو تركيبة لا يستطيع أحد الوصول إليها، وسر هذه التركيبة عنده هو فقط، فليس فقط لا أحد يتقبل أغانى منير إلا من صوته لا بل أن منير عندما يقدم أغان مطربين آخرين قدامى مثل "شىء من بعيد" أو "أنا بعشق البحر" يقدمها بطريقته هو ويضيف عليها روحه هو فتشعر أنها أغنية جديدة ومختلفة تماما عن الأغنية الأصلية. وهذه الأشياء هى التى جعلت منير متربعا على الساحة الغنائية طوال هذه السنين، وله جمهور عريق يقدر بالملايين من عشاقه فى مصر والوطن العربى.