منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة، أو ما يعرف ب"اليونسكو"، هى وكالة متخصصة تتبع منظمة الأممالمتحدة تأسست عام 1945م، عقب الحرب العالمية الثانية، وعُقد مؤتمر لوزراء التربية للدول الحلفاء من أجل إنشاء منظمة تعنى بالتربية والثقافة؛ وضم المؤتمر ممثلين عن نحو 40 بلدًا، وفى نهاية المؤتمر وقعت 37 دولة على الميثاق التأسيسى لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، ودخل الميثاق التأسيسى حيز النفاذ منذ عام 1946، بعد أن صدقت عليه 20 دولة. وعلى مدار تاريخ إنشاء المنظمة منذ 68 عامًا، ترأس إدارتها 10 رؤساء، ليس من بينهم شخص مصرى أو عربى، حتى عندما أتيحت الفرصة للمصرى فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق للترشح فى انتخابات عام 2009، تفوقت عليه البلغارية "إيرينا بوكوفا" المديرة الحالية بفارق ثلاثة أصوات، أما هذا العام مرشح أمام إيرينا، اللبنانى جوزيف مايلا. وتهدف المنظمة إلى المساهمة بإحلال السلام والأمن عن طريق رفع مستوى التعاون بين دول العالم فى مجالات التربية والتعليم والثقافة لإحلال الاحترام العالمى للعدالة، ولسيادة القانون ولحقوق الإنسان ومبادئ الحرية الأساسية؛ وتتبع اليونسكو الآن 191 دولة، ومقرها الرئيسى فى باريس، ولها أكثر من 50 مكتبًا وعدة معاهد تدريسية حول العالم، ولها خمسة برامج أساسية هى التربية والتعليم، والعلوم الطبيعية، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، والثقافة، والاتصالات والإعلام. وتدعم اليونسكو العديد من المشاريع كمحو الأمية والتدريب التقنى وبرامج تأهيل وتدريب المعلمين، وبرامج العلوم العالمية، والمشاريع الثقافية والتاريخية، واتفاقيات التعاون العالمي للحفاظ على الحضارة العالمية والتراث الطبيعى وحماية حقوق الإنسان. وإحدى مهام اليونسكو إعلان قائمة مواقع التراث الثقافى العالمي التاريخية أو الطبيعية وحمايتها. جمهورية مصر العربية من الأعضاء المؤسسين لليونسكو منذ 4 نوفمبر 1946م، وفى عام 1947، افتتح مكتب لليونسكو فى القاهرة، ليكون المكتب الإقليمى لقطاع العلوم فى منطقة الدول العربية، ويمثل المنظمة فى مصر، واليمن والسودان. وتقيم مصر علاقات قوية مع اليونسكو، وتشارك، منذ التحاقها بالمنظمة، بمختلف أنشطتها وبمختلف القطاعات التى تختص بها، حيث وفرت الثقافة فرصًا للتعاون الوثيق، وشاركت مصر فى إعداد الاتفاقية الدولية لحماية التراث غير المادى، وأنشئ مركز الدراسات النوبية فى متحف النوبة فى أسوان والمتحف الوطنى للحضارة المصرية فى القاهرة بدعم من اليونسكو، كما أن حملة إنقاذ آثار معبدى أبو سمبل وجزيرة فلكا، المعروفة بحملة إنقاذ آثار النوبة، هى أول حملة دولية تقوم بها المنظمة فى هذا المجال، ومنها جاءت انطلاقة مسيرة حماية التراث العالمى لليونسكو.