الزعيم جمال عبد الناصر، الذى خلد اسمه فى التاريخ، صنع مجده من التقرب إلى شعبه، وعاش ليحقق مطالب الفقراء والمساكين، فهو كما أطلق عليه شعبه "حبيب الملايين"، وما أكد على ذلك ما قاله بعض المؤرخين عنه بأنه حافظ على كرامة المصريين، وأن رفع صوره فى الميادين دليل على تحقيقه لمطالب الشعب والمطالبة بالسير على نفس مسار عبد الناصر، يؤكد المقولة الشهيرة للرئيس السادات إن "عبد الناصر لم يمت.. فكلنا عبد الناصر". قال الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر فى تصريحات ل"اليوم السابع"، بأن جماهير الزعيم جمال عبد الناصر ما زالت تحلم بوجوده حتى فى أجيال لم يعاصروا عهده ورفعوا صورته بداية من ثورة يناير وفى ثورة 30 يونيو. وأضاف الدسوقى، أن هذا معناه أن أفكار وسياسة عبد الناصر لا تزال حيوية وإلا ما طالب بها الجماهير، وجمال عبد الناصر ببساطة وضع نفسه فى خدمة الجماهير، وأقام الدولة الكفيلة التى تقوم على تنفيذ مطالب الشعب دون المطالبة بها فى مظاهرات أو احتجاجات، ووضع حداً لعلاقة المستأجر بالمالك والفصل التعسفى للعمال، وتعين خريجى الجامعات بإنشاء القطاع العام فضلاً عن العلاقات الخارجية. وأكد الدسوقى أن عبد الناصر حافظ على كرامة المواطن المصرى، وأنه رفض الانضمام إلى حلف اليمن، وقال إذا تم انضمامى إلى هذا الحلف الذى توجد به تركيا التى تعترف بدولة إسرائيل فمعنى هذا أننى أعترف بإسرائيل . واختتم الدسوقى كلامه عن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بكلمات الزعيم نفسه قال بعفوية بسيطة "إذا مدحنى عدوى فهذا معناه إنى ماشى غلط.. أى ماشى فى سكته". قالت زبيدة عطا الله، أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، جمال عبد الناصر من الشخصيات التى تركت بصمة واضحة فى العالم كله وكل شخص له سلبيات وإيجابيات وعبد الناصر كانت إيجابياته أكثر بكثير من سلبياته. وأوضحت عطا الله، أن عبد الناصر هو من أعاد القومية المصرية ولا توجد دولة إلا يوجد بها شارع باسم جمال عبد الناصر، وهو الذى تحدى الغرب ولهذا السبب الغرب لا يريدون زعيما عسكريا. وأكدت عطا الله، أن الزعيم جمال عبد الناصر هو من ساعد الجزائر فى الحصول على استقلالها، وفى يوم أرسل عبد الناصر بعثة للدراسة فى الجزائر خرج الكثير من الناس هناك لاستقبال البعثة لمجرد أنها مرسلة من الزعيم جمال عبد الناصر . وأشارت عطا الله بأن عبد الناصر شخصية مستمرة، وشاهدنا فى جنازته كيف خرجت الملايين من الشعب لتودع الزعيم، فهو زعيم له كاريزما وحتى فى خروج المظاهرات فى الوقت الحالى تجد أنهم يرفعون فيها صورة الزعيم جمال عبد الناصر . وقال الدكتور جمال شقرا، أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، إنه لا يزال الزعيم جمال عبد الناصر مؤثرا فى الشعب المصرى بسبب انحياز عبد الناصر لمطالب الجماهير المصرية والعربية، ولعل رفع صور عبد الناصر فى الميادين الثورة المصرية والعربية دليل على سياسته الصحيحة، وربما يقدم لنا دليلاً على أن الزعيم الذى يخلص للبلد والشعب يخلد دائماً. وأشار شقرا، إلى أن المجد الذى حققه عبد الناصر وانحيازه للفقراء والمساكين نهج صحيح وسليم وثورة 25 يناير و30 يونيو طالبت بنفس المسار الذى حققه عبد الناصر وهو العدالة الاجتماعية، وأكد شقرا أنه فى كل الأحوال سيبقى عبد الناصر رمز الانحياز للفقراء والوحدة العربية وإيمانه بالقومية العربية ودعم الدول الفقيرة ودول العالم الثالث.
