ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن المسئولين فى كل من الولاياتالمتحدةوروسيا أصبحوا مقتنعين بأن تفكيك السلاح الكيماوى السورى أكثر بساطة مما كانوا يتوقعون من قبل. وقالت الصحيفة إن بساطة تفكيك المخزون السورى من الأسلحة الكيماوية والغازات السامة اتضحت بعد أن اكتشف المسئولون الأمريكيون والروس بأن غازات الأعصاب التى تملكها دمشق تحتوى على سوائل أضعف فى قدرتها من السوائل التى تستخدم كسلاح لإحداث إصابات كثيرة وتأثير واسع، وبالتالى فإن تحييد هذه المواد وإبطال مفعولها قد يتم بسهولة وفى وقت قصير. وأضافت الصحيفة أن التقييمات الموثوق بها التى أجرتها واشنطن وموسكو رجحت أن تتم عملية تفكيك الترسانة الكيماوية السورية فيما يقرب من تسعة أشهر، كما رجحت التزام دمشق بإخضاع أسلحتها وأصولها الكيماوية للرقابة الدولية وعدم قيامها بمحاولات لإخفاء أو تهريب هذه الأسلحة أو جزء منها. وأوضحت الصحيفة أن الكثير من التفاصيل المتعلقة بالسلاح الكيماوى السورى قد تكشفت بالفعل بعد قيام دمشق بتقديم قوائم بالأنواع التى تمتلكها من هذا السلاح والنظم الخاصة بها لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية فى لاهاى الأحد الماضى، وهى القوائم التى اعتبر مسئولون بوزارة الخارجية الأمريكية الكشف عنها "أمرا جيدا"، بحسب وصفهم. وأشارت "واشنطن بوست" إلى رفض البيت الأبيض التعليق على التقييمات الخاصة بالترسانة الكيماوية السورية، والتى لم يتم الكشف عنها خلال المفاوضات المكثفة فى أروقة الأممالمتحدة لوضع خطة تفكيك هذه الترسانة، والتى تمخض عنها تمرير الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن لقرار أمس الخميس يلزم دمشق بتسليم أسلحتها الكيماوية. وعلى الرغم من أن الولاياتالمتحدة أعدت تقييما بشأن سلاح دمشق الكيماوى بشكل مستقل عن التقييم الذى أجرته روسيا فى هذا الشأن، إلا أن مسئولين فى إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما صرحوا بأن وكالات الاستخبارات الأمريكية والروسية، والتى تكفلت بإجراء هذه التقييمات، توصلت لنفس النتائج حول حجم برنامج الأسلحة الكيماوية السورية، والذى اعتبرته أنه واحد من أكبر برامج التسلح الكيماوى فى العالم. ووفقا للتقييم الذى أجرته واشنطن فإن سوريا تمتلك ما يزيد عن ألف طن مترى من الأسلحة الكيماوية، منها نحو 300 طن مترى من خردل الكبريت الذى تم استخدامه من قبل فى الحرب العالمية الأولى، أما الكمية المتبقية فتحتوى كلها تقريبا على غازات أعصاب لا ترقى لمستوى السلاح، لأنه وفقا لما هو متعارف عليه، فإن برنامج التسلح الكيماوى يتضمن الخلط بين مادتين كيماويتين أوليتين من غاز السارين باستخدام معدات خاصة كمرحلة تسبق تحميل هذه المواد على الصواريخ أو القنابل أو القذائف المدفعية. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن هذه النتائج بدت إيجابية ومشجعة بحسب وصف خبراء الأسلحة، والذين أوضحوا أن تدمير المواد الكيماوية الأولية أكثر سهولة من تدمير سوائل السارين المعدة للاستخدام العسكرى أو الرؤوس التى تم تحميل مثل هذه المواد السمية