قال الدكتور أحمد غباشى، مدرس التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، إن كلمة "عسكر" فى حد ذاتها إهانة للجيش المصرى، لأنها لفظة تطلق على جنود الاحتلال، وكانت تطلق على الجنود الانكشارية العثمانية (طائفة من المشاة العثمانيين)، وجنود الاحتلال الفرنسى والانجليزى، أما الجيش المصرى فهو جيش وطنى 100% وقوامه وطنى، ونشأ على أساس وطنى، منذ عهد الفراعنة. وأضاف "غباشى" ل"اليوم السابع" أن مصر دائما ما كانت خاضعة للاحتلال المستمر، وكانت الحامية العسكرية مجموعة من المرتزقة التى ولاؤها وانتماؤها لمن يدفع، مشيراً إلى أن قوام الجيش المصرى الحديث الذى أسسه محمد على، كان من الفلاحين المصريين، وبالتالى ربطت علاقة قوية بين هذا الجيش وبين الشعب المصرى. وأشار إلى أن الجيش المصرى فى كل الأوقات ينحاز إلى شعبه، ضارباً مثلاً بواقعة الزعيم أحمد عرابى عندما قال للخديو توفيق: "جئت يا مولاى لأعرض مطالب الجيش والأمة"، وكانت هذه المطالب مطلباً واحداً للجيش ومطلبين للأمة، وهى زيادة عدد الجيش ل18 ألف جندى، وإسقاط وزارة رياض باشا المستبدة، وتشكيل مجلس نواب. وقال "غباشى" إن الانقلاب العسكرى للضباط الأحرار سنة 1952، رغم اعترافنا بأنه انقلاب عسكرى إلا أنه سرعان ما اكتسب صفة الثورية بسبب التلاحم بين الجيش والشعب، فهو فكر عسكرى ورأس عسكرى التحم به جسد الشعب فاكتمل الجسم كله رأساً وجسداً، مشيراً إلى أن الجيش المصرى ليس مهمته فقط الحدود والثكنات، وإنما حفظ الأمن داخلياً وخارجياً. وأوضح أن "30 يونيه" ثورة، لأن الجيش لم يتحرك إلا بإرادة الشعب، بعكس "25 يناير"، التى لم تكن ثورة، مضيفاً: "25 يناير ما فوق الانتفاضة ودون الثورة"، على حد قوله.