لمواجهة المد الإخوانى وسيطرة الجماعة على عدد كبير من المساجد فى مختلف أنحاء الجمهورية، وقفت وزارة الأوقاف مع الأزهر ونقابة الدعاة على خط المواجهة مع التيارات الإسلامية المتشددة، حيث تجرى "الأوقاف" العديد من المحاولات فى العديد من الاتجاهات فى آن واحد، لبسط نفوذها بقوة على مساجد مصر واسترداد المنابر التى كادت الجماعة أن تسيطر عليها. وتبذل وزارة الأوقاف مؤخرا جهودا ملحوظة لبسط نفوذها ومواجهة الجماعة التى تحشد أنصارها فى ساحات الصلاة للخروج بهم عقب كل جمعة لدعم موقفها على أرض الواقع باستغلال المنابر فى جميع أنحاء مصر للدعوة إلى دعمها. وأجرت الوزارة حصرا لمساجد مصر التى بلغت 120 ألف مسجد بها 55 ألف داعية معين -إمام راتب- منهم 2000 داعية إخوانى، بالإضافة إلى 30 ألف صدر لهم قرار تعيين فى عهد الوزير السابق طلعت عفيفى المحسوب على الجماعة ليبقى 65 ألف مسجد يخطب بها 33 ألف خطيب مكافأة ممن يعملون فى مهن آخرى ويخطبون نظير مكافأة، منهم 70% من خريجى الأزهر والباقى من غير خريجى الأزهر. وأصدر الوزير الحالى محمد مختار جمعة، قرارا بوقف غير الأزهريين وجارى حصر المحافظات لفصل ووقف غير الأزهريين ومنعهم من صعود المنبر ومعظمهم من خطباء السلفية والإخوان. ومن المقرر أن تعلن الوزارة قريبا عن حاجتها لخطباء لتعينهم من أبناء الأزهر من أبناء المنهج السلفى وتعويض الفاقد من خطباء المكافأة من أبناء الأزهر وأساتذة جامعة الأزهر لمواجهة خطباء الجماعة. كما تجرى الوزارة الآن اختبارات الخريجين الذين تظلموا من نتيجة المسابقة التى أجريت فى عهد الوزير السابق لتعيين كفاءات تجاهلتهم اللجان فى المرة الأولى. وقامت الوزارة بوقف خطط دعوية قديمة سيرتها الجماعة للدفع بكوادرها الذين يبلغون 2000 داعية فى المساجد الكبرى بالتناوب كل خطيب مرة فى الشهر فى المساجد الكبرى، لإبعاد كوادر الوزارة عن مساجد لن يسمح لا روادها أو خطبائها القدامى بترك المنبر حيث قامت الوزارة بوقف هذا الحراك منذ جمعة أمس. وحركت الوزارة العديد من القوافل الدعوية فى محافظات مصر للتوعية بوسطية الإسلام، متعاونة مع مشيخة الأزهر التى تساهم فى الدفع بكوادرها مع كوادر الأوقاف، لتجوب مساجد مصر لمواجهة كوادر الجماعة التى انتشرت بالمساجد فى وقت قصير. وشهدت المساجد الكبرى بمحافظة القليوبية أول الجمعة قافلة دعوية كبرى من علماء الأزهر والأوقاف لنبذ العنف ودعم مؤسسات الدولة والحديث عن إعانة الملهوف وذى الحاجة عن حج النافلة، كما تجرى مديرية أوقاف الدقهلية تسيير قافلة دعوية لتغطية كافة مساجدها بنفس الفكرية فى الحديث عن الوسطية. وفوض وزير الأوقاف وكلائه فى المحافظات بوقف من يتورط فى استخدام المنبر للحشد والتعبئة للجماعة وتغذية التيار الداعم للجماعة، وكان آخر مخالفة تم ضبطها أول أمس الجمعة أمام مسجد محسوب على الجماعة بمنية النصر بالدقهلية خلال خطبة الجمعة، حيث أكد الشيخ صبرى عبادة، وكيل وزارة الأوقاف بالدقهلية، أن خطيب المسجد ترك منبره ليصعده احد السلفيين الذى قام بالدعاية للحشد لنصر الجماعة وتأييد موقفها. وأضاف عبادة، أنه أوقف خطيب المكافأة الذى مكن الداعية السلفى من الخطبة وتم إنهاء ارتباطه بالوزارة ووقفه عن العمل وقامت المديرية بزيارة المنطقة مع قافلة دعوية لمعالجة الموقف فى المنطقة التى شهدت الواقعة. من جانبها، أطلقت نقابة ألائمه والدعاة، حملة دعوية بعنوان"وأن المساجد لله"، التى تهدف فى عودة الخطاب الدعوى والتربوى داخل المساجد والبعد عن خطاب التحزب والسباق السياسى. وتدعو الحملة، رواد المسجد بالمشاركة فى حملة عمارة للمساجد، وتنشيط دور الدعاة فى مساجدهم والحث على الخطاب الوسطى المعتدل الذى يبنى الأوطان والبعد عن خطاب الكراهية والعنف، والحث على توضيح رسالة المسجد فى الإسلام. كما تهدف الحملة إلى عمل زيارات فى كل منطقة من العلماء للكنائس فى هذه المناطق للتأكيد على وحدة النسيج الوطنى بين أبناء الشعب، وأن الحفاظ على الكنيسة حفاظ على المسجد، وعمل جلسات مصالحه اجتماعية فى كل المناطق التى تكون فيها الحملة، والتأكيد على قيم الحب فى الله والتآخى. وتقوم الحملة فى كل محافظة بزيارة المحافظ ورؤساء الأحياء، حتى يتم التأكد من نظافة خارج المساجد ومعاونة المحليات فى نشر قيم النظافة وحب الأوطان، وحصر كل المساجد الأثرية والكبيرة، والتى تحتاج إلى عمل ترميم ومخاطبة الجهات المسئولة من الأوقاف والآثار والبدء فى معاونة الجهات على ذلك. كما تقوم الحملة بحث المواطنين على المشاركة الفاعلة بالعمل فى بناء مصر الجديدة التى يحلم بها الجميع، وتذكير الجميع بأهمية وحدة الصف الآن والأخطار التى تحدق بنا من كل جانب ودعم الجيش والشرطة فى القضاء على الجريمة وأمن الوطن والمواطن.