أطلقت السلطات السودانية أمس الأحد، سراح معارض مدان بمحاولة قلب نظام الحكم، بموجب عفو رئاسى، وذلك قبل عامين من انقضاء مدة حكمه البالغة 15 عاما فى السجن. ووصل يوسف لبس، القيادى فى حزب "المؤتمر الشعبى" المعارض، مساء أمس إلى منزله فى منطقة "عد حسين" جنوبى العاصمة الخرطوم، حيث تجمع العشرات من أنصار حزبه، الذى يتزعمه الإسلامى البارز، حسن الترابى. ورجح مصدر سودانى مطلع، فضل عدم نشر اسمه، أن تكون تلك الخطوة استجابة من الرئيس السودانى، عمر البشير، لشرط الترابى إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين مقابل لقائه ضمن سلسلة لقاءات تجمع الرئيس السودانى مع زعماء المعارضة، فى إطار مساعيه لإيجاد توافق وطنى وتسوية للأزمة السياسية فى البلاد. والترابى هو المؤسس الفعلى للحركة الإسلامية فى السودان ومهندس الانقلاب العسكرى، الذى أوصل البشير إلى السلطة عام 1989، قبل أن يختلفا عام 1999، ويؤسس الترابى حزب "المؤتمر الشعبى" المعارض، بينما ناصر كثير من تلامذته البشير. وعلى مدار العشرة أعوام الأخيرة، اعتقل جهاز الأمن السودانى، الترابى أكثر من مرة، ولعدة أشهر، تحت دعاوى مختلفة منها التخطيط لانقلاب عسكرى. ويقول مسئولون حكوميون إن حركة العدل والمساواة، وهى أقوى الحركات المسلحة فى إقليم دارفور غربى السودان، هى الجناح العسكرى لحزب الترابى، وقد اعتقل جهاز الأمن الترابى عقب محاولة الحركة غزو العاصمة عام 2008.