سخرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، الأوسع انتشارا من ما وصفته "تهور" واشنطن فى الكشف عن عزمها التدخل عسكريا ضد سوريا الدولة ذات السيادة المستقلة، وما ينشر من تقارير بشأن الاستعدادات العسكرية الأمريكية بشأن سوريا، وحذرت الاقتصادات الصاعدة من تبعات الضربة المحتملة عليها. وقالت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية فى افتتاحيتها بعددها الصادر اليوم الجمعة، أنه بالرغم من أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما لم يتخذ قرارا نهائيا بعد فى هذا الشأن وتتباين مواقف الدول الغربية الكبرى تباينا طفيفا فى الوقت الذى تعارض فيه الصين وروسيا التدخل العسكرى بأى شكل من الأشكال، إلا أن القوة العظمى الوحيدة فى العالم كشفت علنا أنها أتمت الاستعدادات العسكرية اللازمة وخلقت بيئة رأى عام لتوجيه ضربة مباغتة لهذا البلد الواقع فى بلاد الشام التاريخية. وأكدت الصحيفة أنها حقا "حرب جديدة"، لكن الموقف الذى تتخذه الولاياتالمتحدة إزاء توجيه ضربة عسكرية للأراضى السورية يبدو "فى غاية التهور"، ويجعلها تبدو كما لو كانت "ذاهبة فى نزهة"، وأضافت أن أى بلد فى العصر الحالى قد يقف يوما ما أمام اتخاذ قرار صعب ولكن عليه التحلى بالتريث وأخذ جميع الاعتبارات فى الحسبان عندما يواجه خيار الحرب". وأضافت أن الصينيين على يقين استنادا إلى تجاربهم عبر التاريخ أن الحرب أمر مروع للغاية ومحفوف بالعديد من المخاطر، بيد أن آلية الولاياتالمتحدة يبدو أنها "متمرسة" فى الحروب وتملك من القوة والسبل ما يمكنها من القتال مع الآخرين. وأشارت إلى أن الصين ترى أن (التنافس الاقتصادى) هو أهم نظام يسيطر على الأنظمة الأخرى فى العالم، لكن عزم الولاياتالمتحدة توجيه ضربة عسكرية لسوريا يبين أن رأينا هذا ربما ليس سوى مجرد وهم وخيال قابع فى نفوسنا، موضحة أنه على الرغم من أن حربا محتملة قد تنفجر بالشرق الأوسط البعيد عنا، لكنها تظهر العزيمة القوية لدى الولاياتالمتحدة فى رفض الخضوع لسيطرة نظام التنافس سابق الذكر، إضافة إلى قوتها العسكرية المتكاملة الفريدة التى تدعم هذه العزيمة، ما يثير قلق الدول التى لا يميل إليها الغرب.
