كتب الكاتب الكويتى، المعروف أحمد الجار الله، رئيس تحرير السياسة الكويتية، مقالا له اليوم، الاثنين، بعنوان "مصر لا تركع" يؤكد فيه أن مصر بلد صامد لا يرعبها بيان صادر عن خارجية أى دولة فى العالم، وأن المصريين لن يسمحوا بعودة عقارب الساعة إلى الوراء، بل هم مستمرون فى صناعة مستقبلهم وإعادة بناء مؤسساتهم وفقا لرؤيتهم وحاجاتهم. وإليكم نص المقال: الشعب المصرى حسم قراره، وعلى هديه سارت مؤسسات الدولة كافة، الرئاسة المؤقتة والحكومة والجيش، فهو شعب ليس قاصرا، ولم تسيره فى يوم من الأيام مواقف الدول. هذا ما يجب أن تدركه دول الاتحاد الأوروبى ومن خلفها الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبعض العرب، لتتيقن أن مصر ليست جمهورية يرعبها بيان صادر من وزارة خارجية هنا أو هناك، ولا تصريح لهذا الرئيس أو ذاك، فتنهار على إثره الحكومات وتشتعل رؤوس الجنرالات فيقبضون على السلطة، بل هى دولة مؤسسات يصنع قرارها شعبها الذى ثار على الفاشية المتسترة بعباءة الدين محاولة السطو على ثورته وسلبه الحكم عبر انتخابات لم يعد خافيا على أحد ما جرى خلالها. المصريون ومهما تعاظمت المواقف السياسية المشبوهة لمعسكر دعم الإرهابيين المتأسلمين لن يسمحوا بعودة عقارب الساعة إلى الوراء، بل هم مستمرون فى صناعة مستقبلهم وإعادة بناء مؤسساتهم وفقا لرؤيتهم وحاجاتهم وليس على قياس مصالح واشنطن أو لندن أو باريس أو أنقرة والدوحة، لهذا على من يركبون موجة البكاء والعويل على سقوط حكم مرشد الإرهاب والقتل والإقصاء أن يوفروا دموعهم فلن تفيدهم فى شىء. مصر هى صاحبة قرارها شاء من شاء وأبى من أبى، ولن ترهبها محاولات البعض تهديدها بمجلس الأمن الدولى، هذا المجلس العاجز الذى لم يفد سابقا الشعب الإيرانى الذى تعرض لواحدة من أبشع مجازر العصر الحديث حين خرج رافضا تزوير انتخابات العام، 2009 بل يومها التزمت تلك الدول الصمت، ما شجع نظام الملالى على المضى فى طريق القمع والقتل. هذا المجلس الذى لم يرفع سكين المجازر اليومية عن الشعب العراقى ولم يمنع ما يتعرض له الشعب السورى من قتل يومى على أيدى قوات الحرس الثورى و"حزب الله" ولا استطاع قبل كل هذا، ردع إسرائيل عن تهويد القدس والتنكيل بالشعب الفلسطينى طوال العقود الستة الماضية، بل إن قراراته فى هذا الشأن لا تساوى عند الإسرائيلى الحبر الذى كتبت فيه، فهل يعتقد مسئولو تلك الدول أن فرائص الشعب المصرى سترتجف حين يهددونه بمجلس الأمن أو غيره من المؤسسات الدولية العاجزة؟ هذا شعب كما قال وزير دفاعه عبد الفتاح السيسى، هو صاحب الشرعية يمنحها لمن يشاء ويحجبها عمن يشاء. اليوم اتضحت الصورة، وعرف الشعب المصرى من يقف إلى جانبه ويسانده فى قراراته من شعوب ودول كانت فى طليعتها غالبية دول "مجلس التعاون" الخليجى التى أيدته ودعمته منذ اللحظة الأولى لإعلانه قراره التاريخى فى إنهاء حالة شاذة كادت تودى بمصر إلى التقسيم والحروب الأهلية، وبات يعلم أيضا من هى الدول التى تعمل على تقويض استقراره وزعزعة أمنه، فهو لمس اليد ما قاله مدير الاستخبارات الأمريكية السابق فى العام 2006 عن السعى الأمريكى إلى زعزعة مصر والمملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى وإجبارها على الرضوخ للولايات المتحدة، فكان رد هذا الشعب العظيم بحجم التحدى وأسقط المسعى الأمريكى، بل هو سيسقط بثباته على موقفه كل مساعى التخريبيين فى الداخل والخارج. أحمد الجارالله