على الرغم من أن أداء الحج بمكةالمكرمة فريضة يهرول إليها المسلمون كل عام، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت الكثير من الجدل بشأن أداء تلك الفريضة هذا العالم، بسبب تفشى مرض أنفلونزا الخنازير فى العالم، وتقول صحيفة التايمز إن أداء فريضة الحج بات مهددا وسط مخاوف من انتقال المرض بين الحجاج خاصة بين كبار السن والحوامل والأطفال. وقد أصدرت رابطة الحجاج البريطانيين بالمملكة المتحدة نصائح للجالية المسلمة لديها بعدم السفر إلى المملكة العربية السعودية، إذا كانوا من كبار السن أو الحوامل أو من الصغار جدا أو ممن يعانون أى مشاكل صحية، الأمر الذى يمكن أن يجعلهم أكثر عرضة للمرض، ذلك بعد أن أوصى مسئولو الصحة السعودية أى شخص يسافر إلى مكةالمكرمة أو المدينةالمنورة بضرورة الحقن بلقاح الأنفلونزا الموسمية قبل أسبوعين على الأقل من زيارتهم. كما كانت السلطات السعودية قد أوصت النساء الحوامل والأطفال والمصابين بأمراض مزمنة والمسنين بعدم السفر للحج هذا العام، مما أحدثت موجة من الصدمات بين الجالية المسلمة فى بريطانيا. وحذر خبراء الصحة فى رابطة الحجاج ببريطانيا أن الحجاج أكثر عرضة للعدوى، نتيجة لظروف الازدحام فى مراسم الحج وأماكن الإقامة ووسائل النقل العام، وأوصى بيان الرابطة سابقا بأن يتم اتخاذ تهديد الفيروس على محمل الجد والاتصال بالطبيب قبل السفر. وقد أثيرت المخاوف من تفشى الوباء بين الحجاج بعد اكتشاف اثنين من الإيرانيين إصابتهما بفيروس "إتش 1 إن 1" عقب عودتهم من مكة. كما أصدرت مصر تحذيرا مماثلا للفئات الضعيفة والأكثر عرضة للمرض بالبقاء فى المنزل، خاصة بعد وفاة أول حالة مصرية عائدة من السعودية بأنفلونزا الخنازير، فلقد توفت المرأة متأثرة بالمرض على إثر حالتها الصحية المتدهورة إذ إنها تعانى مرض القلب والحمى الروماتيزمية، وكانت المرأة قد سافرت لأداء مناسك العمرة التى يمكن تأديتها على مدار السنة. وقال مفتى الجمهورية الشيخ على جمعة إنه سوف يسترشد بمنظمة الصحة العالمية حول ضرورة إصدار فتوى أو مرسوم يحذر جميع المصريين من أداء فريضة الحج. وقد أصدرت عدة دول أفريقية وشرق أوسطية تحذيرات بعدم الذهاب للحج، إلا أن تونس ذهبت إلى شوط أبعد، فلقد قامت السلطات فيها بتعليق الحج والعمرة، لكنها أرجأت الحكم على إذا ما كان الحج الرئيسى ينبغى أن يتم. وفى لبنان، أصدر الزعيم الدينى الشيعى صاحب النفوذ الأقوى فى البلاد آية الله محمد حسين فضل الله، فتوى الأحد قائلا إن هؤلاء ممن يعانون القلق البالغ بشأن إصابتهم بالفيروس أثناء تأدية الحج يمكنهم البقاء فى بلادهم، مضيفا أنه لا يجب إلغاء الحج بشكل عام تحت أى ظروف، لأنه واجب إلهى. ويجتمع وزراء الصحة العرب بالقاهرة، اليوم، الأربعاء، لتنسيق الترتيبات والاحتياطات الواجب اتخاذها أثناء موسم الحج. وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت فيما سبق أن الفيروس ينتشر فى جميع أنحاء العالم بسرعة غير مسبوقة، كما أن المنظمة لن تحصر حالات الإصابة بالفيروس، وأنها ستنتقل لتتبع البلاد المتضررة حديثا. ومن المتوقع أن يزور ثلاثة ملايين مسلم المملكة العربية السعودية خلال الأشهر الخمسة المقبلة، حيث يقبل العدد الأكبر من الحجاج على مكةالمكرمة فى نوفمبر وديسمبر هذا العام. وتعد معدلات الإصابة بأنفلونزا الخنازير فى الشرق الأوسط منخفضة بالمقارنة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة البريطانية، وهاتان البلدتان ترسل آلاف الحجاج لأداء الفريضة كل عام، وتتوقع أن يسافر 25 ألفا من بريطانيا وحدها.
