سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور..أهالى حكر"السكاكينى": يتمنون نهاية العالم للتخلص من الفقر..ويعيشون مع الثعابين والفئران والعقارب..والغرفة خشبية يعيش بها عشرة أفراد على طفح الصرف الصحى..والمحافظة: جارى بناء 500 وحدة سكنية
أجندة محافظة القاهرة تحوى بين أوراقها عددا من المناطق والأماكن التى تنتظر التهجير، منها حكر السكاكينى وتمتد مساحته إلى ثلاثة أفدنة، ويعيش بها ما يقرب من 600 أو 700 مواطن، وما تلمسه عندما تصل إلى هناك هى مظاهر الفقر والجوع، وترى وجوههم بسيطة وقلوبهم طيبة وكرامتهم تتساوى مع كرامة أى مواطن يقطن بمنطقة راقية، داخل هذه البيوت المنحنية والمتعرجة ذات الأسقف الخشبية والسلالم الداخلية المتحركة، تجد فى الطابق الواحد ثلاث عشرة غرفة بسلم خشبى متهالك، بكل غرفة ستة أو سبعة ويصل إلى عشرة أفراد من مختلف الأعمار، منهم من ينام تحت السرير وفوقه وعلى حافة درج الباب، ببساطة لأن الغرفة "2 متر فى 2 متر" أو أقل، وتعيش معهم الثعابين والفئران والعقارب السامة. أهالى هذه المنطقة يصفون ما تقوم به الدولة بأنه تشريد، فالشوارع والحارات بها ضيقة، بيوت عفى عليها الزمن وتمتلئ الشروخ جدرانها، تعتليها عشش خشبية، أهالى حكر السكاكينى يأكلون البقايا وهم صابرون، وينامون فى العراء وهم صامدون وتأتيهم أكاذيب الأمل من حكامنا وهم ينتظرون باقة الآمل التى تم طرحها من قبل محافظة القاهرة بتوفير وحدات سكنية لهم مساحتها خمسون مترا، خلال الفترة المقبلة هذا ما وعد به المهندس عصام رضوان نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشمالية، وهذا ما نال إعجاب الأهالى الكادحين ووافقوا على الفور بهذا المساحة قائلين فى فم واحد " ياريت بس ينفذوا وعودهم "، وكان لليوم السابع لقاء مع الأهالى داخل وخارج منازلهم. يقول كامل سيد على، أحد أهالى المنطقة، أنه جاء من أقصى الصعيد منذ عام 1967، ولديه 17 من الأبناء ويعيش فى غرفتين أعلى السطوح، أملا فى أن الثورة قد تمنحة حياة أدمية، بالوعود التى تلقاها من النظام الحالى، مؤكدا أن الكثير من رؤساء الإحياء والمسئولين بالمحافظة ولجان الحصر قاموا بحصر السكان أكثر من عشرين مرة ولكن بلا أى جدوى ولم يتم تنفيذ وعودهم حتى الآن، بالإضافة إلى وعود كثيرة من النظام السابق بإزالة عششهم وتسكينهم فى مساكن آدمية، مؤكدا أن ما ينقل على صفحات الجرائد بأن تمنح المحافظة 50 مترا لوحدة سكنية يقطنون بها أفضل " من العيشة دى وأرحم بكثير". وأكد فوزى فهمى، أحد الأهالى، أن أهالى المنطقة يعيشون فى مناطق لم يزرها الإسفلت ولا مرة فى حياة ساكنيها، وهم يشعرون بالحزن كلما سمعوا خبرا عن سقوط الأمطار لتعطل مصالحهم وأعمالهم، فيما يفرح الأطفال لأن الأمطار تعدهم بعطلة قادمة، مؤكدا أن الأطفال والشباب يعيشون فى الظلام بين الثعابين وخوف انهيار العقار عليهم وهم نائمون، موضحا أنه سيكون سعيدا حينما يتم نقلهم بالفعل إلى هذه المساكن شرط أن تتم بناؤها ونقلهم إليها بالفعل، وألا تكون مجرد وعود غير جدية. ويحدثنا لطفى غانم 64 عاما عن مأساته، يقول أعيش وأبنائى الثلاثة وزوجتى فى غرفة واحدة، وأعانى من عجز نظر، وأحصل على " 160" جنيها شهريا معاشا من الشئون الاجتماعية، هذا هو مصدر دخلنا الوحيد، مفيش عداد نور عندنا كلنا، ومقدمين على العدادات من سنتين، العيش وحش بنلاقى فيه صراصير وقش وبنقف 3 ساعات قدام الفرن عشان ناخده ولو اشتكينا ميرضوش يدونا عيش، وصاحب الفرن بيدى العيش صاحبه وإللى على مزاجه، الأنبوبة ب 20 جنيه والله " وإللى عايز يعيش فى السكاكينى لازم يعيش صايم مياكلش". محمد عطية، 26 سنة، "على باب الله كل يوم بيومه"، حاصل على بكالوريوس تجارة، أسكن بالشرابية، وأعيش فى غرفة صغيرة مع 8 أفراد من عائلتى، أجاهد منذ سنوات لأجد أى وظيفة فى أى مكان دون جدوى كنت أتمنى العمل فى أحد الفنادق، لكن الفنادق طلبت منى شهادة خبرة لا أملكها، هذه الشهادة تكلفتها 700 جنيه، لا أفكر فى الزواج لأنه يحتاج فلوس، لا أستطيع توفيرها. وجذبتنى "أم عادل " وروت لى مأساتها، تقول "تعالى أوريك البيت كله به فتحات للتهوية وشروخ يدخل من عبرها الثعابين والفئران والحشرات السامة"، وتقول مساحة الوحدة ضيقة بالفعل ولكنها أفضل من الحجرة التى تقطن بها، مشيرة إلى أنها تعانى دائما من طفح الصرف الصحى وزحف الثعابين والعقارب عليهم، فضلا عن تواجد دورة مياه واحدة مشتركة بين جميع حجر البيت، وظهور شروخ طولية وعرضية بالبيت. وتمنوا مجموعة من الأهالى رفضوا ذكر أسمائهم، أنه فى حالة عدم توفير وحدات سكنية لهم من قبل المسئولين بمحافظة القاهرة، أن ينتهى العالم للتخلص من الفقر الذى يعشيونه، مؤكدين بأنهم فى حاجة إلى إيجاد مصادر لتمويل ثابتة لصندوق مكافحة ودعم العشوائيات، مقترحين بإنشاء وزارة للعشوائيات على مستوى الجمهورية، يتبعها الصندوق، وتوضع لها خطة وبرنامج زمنى، على أن تكون هذه الوزارة تحت رعاية رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس الوزراء شخصيا، قائلين "الانتخابات جاية ومش هندى أصواتنا لحد ومش هنخرج ننتخب". من جانبه، أكد أحمد إبراهيم، سائق سيارة أجرة (56 سنة)، أن الحكومة والرؤساء السابقين كانوا يعاملون سكان العشوائيات باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية وكانوا لا يهتمون بمطالبهم، وقال " لن أنتخب وسوف أدعوا أهالى العشوائيات إلى عدم انتخاب فى أى من الدائرة، وإذا قررت الذهاب إلى الانتخابات فلن انتخب إلا من أرى أنه قادر على الاهتمام بالمناطق العشوائية التى وصلت إلى حالة بائسة خصوصاً فى ظل غياب الأمن والاستقرار. من ناحية أخرى أكد المهندس عصام رضوان نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشمالية، لليوم السابع، أن المحافظة سوف تقوم خلال الأيام القادمة، بتوقيع بروتوكولات تعاونية للتمكن من توفير وحدات سكنية خاصة مع وزارة الأوقاف لصالح أهالى العشوائيات، موضحا أن المحافظة أعلنت عزمها عن بناء 500 وحدة بالشرابية بجمعية "أرض الرفق بالحيوان" خلال الثمانية أشهر المقبلة على أن تكون مساحة الوحدة الواحدة 52 مترا صافية، وكذلك أوشكت على الانتهاء من رفع مقايسات الصرف الصحى الخاصة بحكر السكاكينى.