صدر عن دار "ملامح" للنشر كتاب "ديل حصان" للكاتبة بسمة عبد السلام، والكتاب عبارة عن مجموعة من النصوص الأدبية التى تتناول "الأنثى" من منظور مختلف وجديد على الكتابة العربية . تكتب "بسمة" فى عملها الأول عن الأنثى فى مختلف مراحل حياتها منذ لحظة الميلاد وحتى انطلاقها إلى سوق العمل. تصف لنا بأسلوبها السردى "مخاض" أمها لحظة ولادتها وزغرودة جدتها عندما بشرت بالأنثى، وفى تتابع مستمر تصور طقوس "السبوع" الذى أقامته الأسرة والتعاويذ التى تقرأها الجدة "طيرى يا عين كما طارت الريشة و انشقى يا عين كما انشقت الحشيشة... و ابردى يا عين"، وتلقى بظلالها على الموروث الشعبى الريفى حيث تذبح جدتها الوطواط وتدهن جسد الوليدة بدمه لتقلل من ظهور الشعر غير المرغوب فيه ، والإبرة المحماة التى تغرس فى حلمة الأذن ليغرس بعدها القرط الذهبى وهى كلها تفاصيل ترتبط بالوليدة الأنثى وحدها . ثم تنتقل إلى الطفولة فتصف لنا ألعاب الفتاة وعروستها القماش وفستانها الستان الذى تزخرفه الدانتيلا وحتى تتأهب لدخول المدرسة تعقد لها أمها "ديل حصان" و"ضفائر" تؤلمها كثيرا أثناء تمشيط شعرها. تحت عنوان "تانية إعدادى" تذهب بنا الكاتبة إلى مرحلة المراهقة والبلوغ فى حياة "الأنثى" التى تحتفى بالقطعة الجديدة فى ملابسها "سونتيان أحمر تغمره الدانتيلا" فتصور لحظات الفرح، والنشوة التى تنتاب الفتاة عندما ترتدى تلك القطعة الجديدة التى هى بمثابة جسر عبور من الطفولة و البراءة إلى الأنوثة والمراهقة. وفى توصيف لمرحلة"المراهقة" تقص لنا "بسمة" حكايتها مع المعلم الذى علمها كيف تحتفى بالجمل وكيف تشتهى الأحرف ولا تنسى فى الوقت نفسه أن تشير إلى طبيعة مدارس البنات، كيف تتراقص الفتيات فى الفسحة محزمات بالطرح البيضاء أو يجلسن فى ركن الفصل يلتقطن الشعيرات الشاردة من الشوارب و الجوارب. قصة حبها الأول كان لها نهاية تقليدية تركها فيها الحبيب ليذهب إلى إيطاليا بطريقة غير شرعية ويتزوج من إيطالية بعد أن تودعه "الكاتبة" فى مشهد دراماتيكى تمتزج فيه اللوعة بالألم وهى هنا ترصد مرحلة جديدة فى حياة "الأنثى" مرحلة الدراسة الجامعية التى غالبا ما تشهد قصة الحب الأولى. تقف بنا رحلة "الأنثى" عند خروجها لسوق العمل وهى تودع والدها "خدى بالك من نفسك" فتجرفها الذكريات إلى يوم كانت طفلة صغيرة تتوسط والديها يقصان لها الحواديت. اتسم العمل بلغة نثرية تشبه إلى حد كبير اللغة التى تكتب بها قصيدة النثر المعاصرة فى تحررها من القواعد الأسلوبية الرصينة واستخدامها لجماليات اللغة وتقنياتها. "ديل حصان" أدب نسائى من منظور جديد يتعامل مع المرأة على أنها كائن مختلف ينبغى الاحتفاء به ويبتعد عن مشكلات المرأة وقضاياها وحربها مع المجتمع الذكورى.