سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
توتر الأوضاع فى مصر يثير قلق العالم.. آشتون تصل القاهرة فى محاولة لنزع فتيل الأزمة.. وروسيا تدعو القوى السياسية للتخلى عن التصعيد.. وأمريكا تناشد السلطة الانتقالية التحرك سريعا نحو حكومة ديمقراطية
تقف الأزمة السياسية فى مصر عند مفترق طرق، وبات الحديث عن مخرج منها محل اهتمام دولى وعالمى قبل أن يكون داخليا ومحليا، إذ يدعو المجتمع الدولى مختلف القوى السياسية المصرية إلى ضرورة التوافق على سياسى يحقن دماء المصريين، ويمهد الطريق لعملية التحول الديمقراطى التى تمر بها البلاد. وفى هذا السياق تأتى أهمية الزيارة الثانية- خلال أقل من أسبوعين- لكاثرين آشتون ممثل السياسة الخارجية والأمنية فى الاتحاد الأوروبى، لمحاولة التوسط بين الحكم الانتقالى وجماعة الإخوان المسلمين، للتوصل إلى حل للأزمة السياسية المحتدمة فى مصر فى ظل ارتفاع وتيرة العنف فى الشارع، الأمر الذى يعنى أن الاتحاد الأوروبى ألقى بثقله من أجل التوسط لحل الأزمة المصرية. وفى نفس الوقت دعت وزارة الخارجية الروسية جميع القوى السياسية فى مصر إلى التخلى عن الأساليب التصعيدية، وأكدت أن موسكو "تدعم فكرة إطلاق حوار وطنى شامل من أجل إعادة الوحدة الوطنية ووقف العنف وتنفيذ الإصلاحات التى تستجيب لطموحات جميع شرائح المجتمع المصرى والطوائف الدينية". كما اتضح موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية الداعم للتحول نحو استكمال المسار الديمقراطى فى مصر، باعتبار أن واشنطن تدعم خيار الشعب المصرى، ولكن البيت الأبيض اعتبر أن التعامل العنيف مع المتظاهرين يعيد عملية الديمقراطية فى مصر إلى الوراء. وكان البيت الأبيض قد أعلن فى بداية هذا الشهر أن مساعدى الرئيس باراك أوباما للأمن القومى يضغطون على المسئولين المصريين للتحرك سريعا نحو حكومة ديمقراطية، كما تجنبت واشنطن اعتبار ما وقع فى مصر انقلابا عسكرياً. ورغم لقاء آشتون بالرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور ونائبه للعلاقات الدولية محمد البرادعى والنائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسى. ووزير الخارجية نبيل فهمى، إلى لقاءاتها أيضاً مع القياديين فى الإخوان الوزيرين السابقين محمد على بشر وعمرو دراج، وممثلين عن حركة "تمرد" وحركة 6 أبريل. فقد استبق طرفا الأزمة السياسية المبادرة الأوروبية التى تحملها كاثرين آشتون، بالتشديد على التمسك بمواقفهما. فقد رفضت جماعة "الإخوان المسلمين" طلب آشتون لقاء مرشدها العام محمد بديع، إذ أكد نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة "الإخوان"، عصام العريان أن جماعته تتحفظ عن طرح آشتون مبادرة أو التوسط، معتبراً أن "على الأوروبيين والأمريكيين أن يغيروا مواقفهم تجاه الانقلاب العسكرى". وقال العريان إن "مبدأ التدخل الخارجى فى الشئون الداخلية مرفوض، لكن إذا كان الأوروبيون يساندون طرفا (الجيش)، فمن واجبهم أن يوقفوه عن القتل وأن يقنعوه بالعودة إلى الدستور، ومن هنا تكون المعضلة تم حلها". بينما أكدت وجهة نظر القائمين على الحكم الانتقالى أنه "لا تفاوض على خريطة الطريق، وعلى الأوروبيين وأصدقائهم فى الداخل أن يحثوا الإخوان على لجم ماكينة التحريض والعنف والمصالحة مع المصريين والانخراط فى العملية السياسية" قائلين: سنسير قدماً فى خريطة الطريق، ويجب أن لا تتعالى أى مبادرة على الواقع الجديد أو تتجاوزه، فهناك واقع جديد يجب احترامه. وأن الدولة ماضية فى تنفيذ خريطة الطريق، إذ تم بالفعل تشكيل حكومة انتقالية جديدة تسعى إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى الشارع المصرى ودفع عجلة الاقتصاد، كما بدأت اجتماعات اللجنة المعنية بإدخال تعديلات على الدستور، وسيتم تنفيذ باقى بنود الخريطة قريباً".