تعتبر هولندا من أكثر البلدان، التى يُلاحظ فيها انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا أو معاداة الإسلام، وهى ظاهرة تلقى رواجًا فى الآونة الأخيرة فى عموم أوروبا، وتقض مضاجع المسلمين المقيمين فى بلدان القارة العجوز، فقد سًجلت اعتداءات مختلفة على 117 مسجدًا خلال الأعوام الخمسة الأخيرة فى البلاد، إضافة إلى عدد مماثل من الهجمات لم يتم الإبلاغ عنها. وقال مدير رابطة التواصل بين المسلمين والحكومة فى هولندا، "أبو بكر أوزتوريه"، إن الهيئة لاحظت ارتفاعًا خطيرًا فى الاعتداءات الفعلية أو الشفهية على المسلمين فى هولندا مع تزايد قوة اليمين المتطرف فى الأعوام الأخيرة. وأفاد "أوزتوريه" أن المسلمين لا يبلغون الشرطة أو مؤسسات مكافحة التمييز العنصرى عن كل الاعتداءات، التى يتعرضون إليها، لأنهم يظنون أنه لا يمكن التوصل إلى نتيجة، مضيفًا "لكن تسجيل كل الاعتداءات أمر فى غاية الأهمية. فالحادثة المسجلة يمكن مناقشتها مما يسهل التوصل إلى حل لها". ولفت إلى أن آخر اعتداء وقع فى عطلة نهاية الأسبوع، حيث ألقى مجهولون رأس خنزير أمام أحد مساجد مدينة "بوسكوب"، موضحًا أنه أرسل خطابًا إلى رئيس البلدية طالبه فيه بإجراء تحقيق مفصل فى الحادث، وأنه لن يكون هناك ما يردع مرتكبى هذه الأعمال فى حال عدم العثور عليهم أو عدم إجراء تحقيق موسع. وأشار إلى الرابطة أقدمت على خطوات من أجل مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، حيث التقت مع زعماء كافة الأحزاب السياسية، باستثناء حزب الحرية اليمينى المتطرف، معربًا عن أمله بأن تتم مناقشة القضية على الساحة السياسية فى الدورة التشريعية الجديدة، لأن قادة الأحزاب السياسية، الذين التقاهم، أبدوا موقفًا إيجابيًّا.
