المصريون يحتفلون بذكرى العاشر من رمضان بمليونية "النصر والعبور".. أمسية فنية بالتحرير ومسيرات مسائية تأييداً للجيش بالمحافظات.. ومفتى الجمهورية يؤكد على ضرورة الاستفادة من دروس النصر

احتفالا بذكرى مرور أربعين عاما على نصر "العاشر من رمضان" "السادس من أكتوبر 1973"، بدأت الملايين من المصريين فى بدء فعاليات الاحتفال بذكرى النصر العظيم، حيث من المقرر أن تجوب المسيرات الليلية بعض المناطق، فيما قامت طائرات الجيش بالتحليق فى سماء الميادين وأداء العروض الجوية.
ومن المقرر، أن يقيم متظاهرة التحرير أمسية فنية وأدبية على منصة الميدان يشارك فيها نخبة من الفنانين والمطربين المصريين. من جانب آخر أكد مفتى الجمهورية على ضرورة الاستفادة من دروس نصر العاشر من رمضان، فيما أوضح الشيخ على جمعة أن "النبى" أحب جيش مصر، ووصفه بخير أجناد الأرض، فيما أناب وزير الأوقاف مديرى المديريات للاحتفال بانتصار العاشر من رمضان.
من جهته، قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن الجيش المصرى "المجيد" استطاع أن يرفع رأس المصريين عاليا يوم العاشر من رمضان، مؤكداً أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يحتفل بأيام النصر ويستمع إلى أيام العرب وانتصاراتهم، معلقا "ما أصابتنا نعمة من الله فيجب نحتفى بها".
وأضاف جمعة، فى خطبة الجمعة، بحضور الفريق أول عبد الفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والفريق صدقى صبحى، رئيس أركان القوات المسحة وعدد من قيادات وأفرد الجيش، أن "الرسول يحب الجيش المصرى ويصفه بصفات عديدة لا يسعنا عند التأمل إلا أن نقول صدق الرسول ووصفه بخير أجناد الأرض، وأصبح الجيش المصرى فى رباط إلى يوم القيامة".
وتابع: "النبى كان يسمى الجيش المصرى بالجند الغربى - غربى المدينة، فكانوا يتوكلون على الله وصدوا العدوان فى الداخل فى عهد الرسول".
فيما أكد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، أن المصريين جميعا فى أمس الحاجة الآن لاستعادة روح انتصار العاشر من رمضان لدعم معركتى البناء والتنمية كى تتبوأ مصر مكانتها المستحقة بين الأمم.
وأضاف مفتى الجمهورية فى كلمته اليوم الجمعة، بمناسبة ذكرى انتصار العاشر من رمضان أن الاحتفال بهذا اليوم تعبير عن نصر كبير تحقق بتخطيط ودراسة ولم يكن وليد الصدفة مشيرا إلى أهمية الاستفادة من دروس نصر العاشر من رمضان بتعميق قيم الانتماء للوطن والتضحية فى سبيله، والعمل بجدية لمعركة أخرى تحتاج لتصميم وإرادة وهى تحقيق التنمية الشاملة اقتصاديا وسياسيا والأخذ بأسباب العلم والتقدم.
وأكد مفتى الجمهورية أن نصر العاشر من رمضان كان نقطة فارقة فى العسكرية المصرية وفى تاريخ الإسلام والمسلمين وعلينا أن نتذكره ونعلم دروسه لأبنائنا وأحفادنا، مشددا على أن الشعوب لا تضمن الانتصار فى معاركها بالنوايا الحسنة فقط ولكن الشعوب تنتصر حين تمتلك أسباب الانتصار بمعناه الصحيح والشامل، موضحا "إننا انتصرنا فى العاشر من رمضان بتوفيق الله وبحسن التخطيط وجدية الإعداد وهكذا ينبغى أن يكون الدرس الماثل أمامنا إذا ما أردنا الانتصار فى القضايا والتحديات التى تواجهنا فى مجالات التنمية والتكنولوجيا والتعليم والإدارة والبيئة وغيرها من المجالات".
وشدد فضيلته، فى كلمته، على أن "طريقنا الوحيد للانتصار فى سائر هذه القضايا يتمثل فى إعلاء قيم الانضباط والكفاءة والتجرد والعمل الدءوب والأمل الفسيح فهذه هى القيم نفسها التى صنعت انتصار رمضان والتى ستصنع بإذن الله مستقبلا مشرقا لمصرنا الحبيبة".
وأشار إلى أن "ما يجدر أن نستحضره أيضا فى ذكرى العاشر من رمضان أن المصريين أظهروا بكل طوائفهم وانتماءاتهم قدرا كبيرا من التكاتف والوحدة والتلاحم والتقارب والتكامل الأمر الذى يجب أن نستحضره فى هذه الفترة الحرجة من تاريخ وطننا الحبيب".
وأكد أن الأمة الإسلامية تؤمن بالقوة فى تحقيق السلام ولا تعتدى على الآخرين بغير حق ولكنها تدافع عن حقوقها وترفض اغتصاب أراضيها، موضحا أن الجنوح إلى السلم يعتبر قوة من أجل الإعداد الجيد للمجتمع، منوها بأهمية تكاتف الأيدى والتوحد ونبذ الشقاق لنكون دائما على استعداد للدفاع عن حقوقنا.
هذا، وقرر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف مديرى مديريات الأوقاف بالمحافظات للاحتفال بذكرى انتصار العاشر من رمضان.
ووجه الوزير فى بيان له، مديرى المديريات إلى التأكيد خلال الاحتفال بهذه المناسبة على ضرورة استلهام ما فى انتصار العاشر من رمضان من دروس وعبر يمكن الاستفادة منها فى تجاوز المرحلة الحالية وعلى رأسها إرادة النصر والولاء للوطن والشجاعة فى مواجهة الأخطار.
وقال الوزير إن الاحتفال بهذه المناسبات يأتى تذكيرا للمصريين بأمجادهم وانتصاراتهم العظيمة لتكون دافعا لهم على استرداد عافية الوطن واستعادة مكانته.
فيما شهدت محافظت مصر، اليوم، نشاطا ملحوظا بالشارع وذلك تزامنا مع دعوتى الحركات الثورية ومؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى للتظاهر اليوم احتفالا بنصر العاشر من رمضان، والتأكيد على مكتسبات الثورة بالنسبة للأول، والمطالبة بعودة المعزول بالنسبة للثانى.
من جانبها، وفى إطار الاحتفال بذكرى النصر فى العاشر من رمضان، الذى يتواكب مع مليونية "النصر والعبور" للتأكيد على مكتسبات الثورة المصرية، قامت الطائرات الحربية فى التحليق فى سماء الميادين المختلفة، فى أشكال وأسراب متنوعة، وقدمت عروضا والعاب جوية من خلال رسم علم مصر بالدخان الملون ورسم قلب وكتابة كلمة "مصر"، الأمر الذى قابله المتظاهرون بالزغاريد والتصفيق والهتاف "الجيش والشعب إيد واحدة".
هذا، وظهرت طائرات التدريب المتقدم "k8" بكثافة فى سماء ميدان التحرير، وعدد من ميادين الجمهورية فى أجواء احتفالية بمناسبة ذكرى العاشر من رمضان، حيث ظهرت فى أشكال وأسراب متنوعة، وقدمت عروضا وألعاب جوية من خلال رسم علم مصر بالدخان الملون ورسم قلب وكتابة كلمة "مصر".
وحرصت القوات الجوية بقيادة الفريق يونس حامد المصرى على الدفع بعدد كبير من الطائرات من أجل مشاركة المصريين أجواء الاحتفال والفرحة فى مختلف أنحاء الجمهورية.