فيما يشبه المواجهة للرد على المعارضين لحكم الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، استمر الآلاف من أعضاء القوى الإسلامية فى الحشد بميدان رابعة العدوية لتأييد شرعية الرئيس فى اعتصامهم، لليوم الثانى مع صباح اليوم السبت، الذين انتشروا بمئات الخيام بطول طريق النصر بمحيط مسجد رابعة العدوية. تطوع أكثر من 200 معتصم فى لجان التفتيش التى تمركزت بمختلف المداخل المؤدية للاعتصام، ففى الاتجاه القادم من ميدان العباسية، يتمركز أعضاء لجان التفتيش فى خمسة صفوف متتالية يفصل بين كل صف وآخر حوالى 10 أمتار خلف الحواجز الحديدة ودروعهم المصنوعة من الصفيح، أما القادم من مدينة نصر فى اتجاه ميدان العباسية فيواجه 3 صفوف من لجان التأمين، بالإضافة إلى عدد من نقاط التأمين الفرعية فى المداخل الجانبية المؤدية للاعتصام، والمجهزين جميعاً بالشوم والعصى والمواسير الحديدية. من جانبه، أكد أحد المسئولين عن مجموعات التأمين ل"اليوم السابع"، أن المجموعات يتم تغييرها بشكل دورى على مدار اليوم، رافضاً الإفصاح عن مواعيد تغيير الخدمات التأمينية للاعتصام، بدعوى أن ذلك شأن داخلى لا يجوز الإعلان عنه، موضحاً أنهم يستخدمون جملة "الله أكبر ولله الحمد" كنداء للصحوة فى حال تعرض الاعتصام لأى هجوم، لافتاً إلى أن الشباب المتواجدين فى خدمات التأمين مسئولون عن التفتيش والتعرف على هوية الوافدين للاعتصام، أما أعداد التأمين فتفوق ذلك بكثير. أما عن لجنة الإعاشة، فيمر المتطوعون بتلك اللجنة على نقاط التأمين بالعصائر والمياه وأطباق الكشرى بتوزيعها على الأفراد المتطوعين بتأمين الاعتصام، فى حين قام البعض منهم بتوزيع العصائر على المعتصمين داخل الخيام، فى الوقت الذى ينتشر عدد كبير من الباعة الجائلين بمحيط الاعتصام. وقبل أذان فجر اليوم، سادت حالة من الفزع بين المعتصمين فور سماعهم أصواتا تشبه طلقات النار من اتجاه شارع الطيران، وهو الأمر الذى أثار شائعة فى صفوف المعتصمين بتعرضهم لهجوم من قبل بلطجية وأنهم فروا فور مواجهة لجان التفتيش. وبانتقال "اليوم السابع" إلى شارع الطيران للتأكد من صحة هذا الخبر، أكد مسئول لجان التأمين، أن ما حدث هو إطلاق أحد المعتصمين لبعض الألعاب النارية، والتى اشتعلت ببلكونة عقار مجاور للاعتصام، وسرعان ما تم إطفاؤها، الأمر الذى أثار الرعب بين صفوف المعتصمين، الذين اعتقدوا أن أصوات الألعاب النارية هجوم على الاعتصام. أما عن خيام المعتصمين المنتشرة بمحيط مسجد رابعة العدوية، فتعلوها أعلام مصر والرايات البيضاء والسوداء، فيما أمت المنصة الرئيسية المتواجدة على الرصيف الموازية للمسجد مئات المعتصمين فى صلاة الفجر، بينما اكتفى باقى المعتصمين بالتواجد داخل خيامهم لنيل قسط من الراحة وقراءة القرآن الكريم. وبين حين وآخر يقوم أحد أعضاء لجان التفتيش بالمرور على المعتصمين داخل الخيام، يذكرهم بالاستغفار قائلا لهم "استغفروا الله فنحن فى رباط". وفى السياق نفسه، توقفت حركة المرور بشارع النصر نتيجة قيام المعتصمين من أعضاء القوى الإسلامية بوضع العديد من الحواجز الحديدية بجميع الطرق المؤدية إلى مقر الاعتصام.
