تباينت ردود الأفعال الدولية على قرار إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بتزويد المعارضة السورية بالأسلحة الصغيرة والذخيرة، حيث اعتبرت روسيا القرار خطوة فى تصاعد حدة العنف فى الشرق الأوسط، فيما أكدت بريطانيا عدم جاهزيتها لتنفيذ القرار، لكنها لم تستبعد فرض منطقة حظر جوى أو أى إجراء آخر. من جهتها، اعتبرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن تسليح المعارضة السورية أمر يصعد من الحرب الطائفية فى المنطقة، فيما أشار وزير الخارجية الروسى، "سيرجى لافروف" إلى أن تساهل الغرب مع مطالبات المعارضة السورية بتسليحها، يعمل على إحباط الجهود الرامية إلى عقد مؤتمر جنيف 2 حول سوريا. بداية، قالت وزارة الخارجية الروسية، فى بيان، اليوم الجمعة، إن وزير الخارجية "سيرجى لافروف" أبلغ نظيره الأمريكى "جون كيرى" أن زيادة الدعم العسكرى الأمريكى للقوات المعارضة للرئيس السورى بشار الأسد قد تؤدى إلى تصاعد حدة العنف فى الشرق الأوسط. وكان مسئول أمريكى قد قال أمس الخميس إن الرئيس "باراك أوباما" وافق على إرسال أسلحة أمريكية للمعارضة السورية لأول مرة، بعد أن قال البيت الأبيض إن لديه دليلا على استخدام الحكومة السورية أسلحة كيماوية ضد قوات المعارضة. وقالت وزارة الخارجية الروسية، فى بيانها، إن لافروف "أكد أن هذه الخطة (الدعم العسكرى) تهدد بتصعيد العنف فى المنطقة، بينما الاتهامات الأمريكية ضد دمشق باستخدام أسلحة كيماوية ضد المعارضة لا تدعمها أى وقائع تم التحقق من صحتها". من جهة ثانية، قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطانى "ديفيد كاميرون" اليوم، الجمعة، إن بريطانيا غير مستعدة بعد لتسليح المعارضة السورية على الرغم من قرار الرئيس الأمريكى باراك أوباما بتسليحها لكنها لا تستبعد فرض منطقة حظر جوى أو أى إجراء آخر. ولدى سؤال المتحدث عما إذا كانت بريطانيا ستؤيد فرض منطقة حظر طيران، قال: "كل الخيارات مطروحة على الطاولة"، مضيفاً أنه "لم يتم اتخاذ قرار" بشأن تسليح المعارضة، وقال "نخوض مناقشات عاجلة مع شركائنا الدوليين". أما المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، فقال إن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستقدم المساعدات للمعارضة فى سوريا فيما يتناسب مع مصالحنا، مشيرًا أن المساعدات الأمريكية لسوريا ليست مستقبلية، بل هى متواجدة ومستمرة. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، نقلا عن مسئولين أمريكيين، أن الطائرات الأمريكية لديها صورايخ (جو - جو) يمكن أن تدمر الطائرات السورية على مدى طويل، لكن المسئولين قالوا، إن الطائرات ربما يكون من المطلوب دخولها المجال الجوى السورى إذا هددتها طائرات سورية متقدمة. فيما رأت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، أن إرسال المعونات العسكرية إلى قوات المعارضة السورية لن تؤدى إلا إلى إطالة الحرب الأهلية وزيادة مخاطر اندلاع حرب طائفية فى المنطقة. وأوضحت الصحيفة، فى تقرير بثته عبر موقعها الإلكترونى، أن مواصلة الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الصراع وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية هو الحل الأمثل لمساعدة الشعب السورى. ولفتت الصحيفة إلى مشاعر المشاهدين، لرعب الحرب الأهلية المستعرة فى سوريا، وفى ظل شعورهم بضرورة القيام بشىء لرفع المعاناة عن الشعب السورى، حيث ينادى الكثيرون بتسليح قوات المعارضة السورية، وهى الخطوة التى تدرسها الإدارة الأمريكية فى الوقت الحالى فى ظل توارد الأخبار حول استعداد قوات النظام السورى الحاكم لمهاجمة مدينة حمص الرئيسية، غير أن هذه الخطوة قد تؤدى إلى تفاقم الوضع فى سوريا، كما أنها قد تورط الولاياتالمتحدة فى حرب أخرى فى الشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة أن تقديم المساعدات العسكرية إلى المعارضة سوف يذكى من اشتعال الحرب ويطيل من أمدها لتؤدى بالمزيد من الضحايا، إضافة إلى التسبب فى الدمار وزيادة مخاطر اشتعال الحرب الطائفية فى المنطقة. وأشارت الصحيفة إلى أن إرسال الأسلحة والمساعدات العسكرية قد يساعد قوات المعارضة، مستطردة أنهم بالفعل يتلقوا بالفعل مساعدات من جانب السعودية وقطر، لذا فإن دعم الولاياتالمتحدة لن يؤدى إلى حل مشكلة الانقسامات فى صفوف قوات المعارضة، إضافة إلى مشكلة عدم وجود قيادة فعالة لهم، حيث إن العديد من المجموعات المقاتلة يدينون بالولاء إلى قادة المجموعات المسلحة المحلية عن الجيش السورى الحر. واختتمت الصحيفة بأن هذا الصراع قد يمزق المنطقة بأكملها، كما أنه قد يسبب المزيد من الدمار فى الأراضى السورية. من جهته أكد وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، أن "تساهل الغرب مع مطالبات المعارضة السورية بتسليحها، يعمل على إحباط الجهود الرامية إلى عقد مؤتمر جنيف 2 حول سوريا". مضفا "أعتقد أن التساهل مع طلبات المعارضة بتسليحها حتى تسيطر على أية مناطق إضافية يعنى العمل على منع عقد المؤتمر". روسيا تقول إن تسليح المعارضة السورية سيؤدى إلى تصعيد العنف فى المنطقة وول ستريت جورنال: مقترح أمريكا لتسليح الثوار يشمل حظر الطيران السورى بريطانيا ما زالت غير مستعدة لتسليح المعارضة السورية رغم القرار الأمريكى صحيفة: تسليح المعارضة السورية قد يصعد من الحرب الطائفية فى المنطقة لافروف: سياسات الغرب مع المعارضة السورية تتناقض مع جهود عقد "جنيف 2"