سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. نقص الدقيق وارتفاع نسبة الأملاح وعدم وجود مستشفى أبرز مشكلات قرية الزعيم جمال عبد الناصر.. وابن عم الرئيس السابق: "ناصر" كان يجتمع بالضباط الأحرار بمنزل جده بالقرية وما زال البيت على حالته
قرية "بنى مر" التابعة لمركز الفتح بأسيوط واحدة من القرى التى سجل التاريخ اسمها بحروف من نور، نظراً لأنها بلد زعيم الأمة العربية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذى احتكر مسمى الزعامة لصالحه، ورفض التاريخ المصرى أن يمنح هذا اللقب لغيره حتى الآن. وبالرغم من أن القرية ينتمى لها واحد ممن وصلوا إلى مقاليد الحكم بمصر، إلا أن ذلك لم يميزها عن غيرها من القرى الفقيرة فى محافظات مصر فشوارعها الضيقة ومنازلها المتداخلة ما زالت تحتفظ بشكلها المعمارى حتى الآن عدا بعض المنازل التى بنيت على الطرز الحديثة مع تغيير شكل العمارة خلال السنوات السابقة وما زال منزل جد جمال عبد الناصر كما هو مبنياً من الطوب اللبن والطين، شاهداً على اجتماعات جمال عبد الناصر وزملائه من الضباط الأحرار على المصطبة الطينية بوسط المنزل، وكانت مقولة عبد الناصر الشهيرة لأهل بلده وأقاربه بالقرية " إذا قمت بجعل جميع قرى الجمهورية قرى نموذجية سوف تكون قرية بنى مر آخرها لان مصر كلها بلدي". تبعد قرية بنى مر عن مدينة أسيوط حوالى 7كم ويبلغ عدد سكانها أكثر ن 30 ألف مواطن، ويبلغ زمام القرية أكثر من 6000 آلاف فدان وتقسم القرية إلى نصفين إحدى الترع تسمى "ترعة السنط"، تم ردم مساحة منها وبقيت مساحة كبيرة تسبب الأمراض والأوبئة للأطفال بسبب تكوينها لبرك طينية ناتجة عن صرف مخلفات المنازل والمياه المستخدمة فى استخدامات المنزل. عبد الناصر طه حسين ابن عم الزعيم جمال عبد الناصر، قال: إن قرية الزعيم الراحل عبد الناصر لم يتم تمييزها فى عهده عن غيرها من القرى، لأنه كان ينظر إلى مصر كلها كوحدة واحدة بل ليس مصر إنما العالم العربى، مشيراً إلى أن منزل جده الحاج "حسين" ما زال كما هو مبنى من الطوب اللبن والطين، حيث كان يزوره بشكل مستمر حينما كان يخدم فى جيش منقباد هو وزملاؤه وكان جده يقوم بعزومته هو وزملائه فى المنزل. وتابع: كانوا بصفة مستمرة يأتون فى فسحة إلى القرية ولكن للأسف قبل ثورة 52 توفى جد عبد الناصر الحاج حسين وتأثر به كثيرا عبد الناصر، وعلى الرغم من تأثره بوفاة جده إلى انه لم يتوقف عن اجتماعات الضباط الأحرار حيث اجتمع أكثر من مره بهم بمنزل جده بالقرية وكانوا يجلسون على "مصطبة" طينية، لأن المنزل مبنى بالطين والطوب اللبن وسقفه من الجريد والعروق الخشبية. وأوضح: كان على رأس الحاضرين معه الرئيس محمد نجيب وكانت القرية فى استقبالهم وقام عمدة القرية ماهر على بدعوتهم لتناول الغداء وبعد الغداء ألقى عبد الناصر أول خطبه له فى القرية، وعندما أراد بعض المنافقين التفخيم فى عبد الناصر قال لهم فى خطبته إننى أنا جمال عبد الناصر حسين وكلكم تعرفون عائلة الحاج حسين، إننى من عائلة فقيرة وأننى سوف أعيش وأموت فقيرا. وجاء بعدها إلى القرية 3 مرات وكان يعلم بالظروف الصعبة التى تمر بها عائلته ولكن كان دائما يقول لأهله إننى لا املك شيئا إلا مرتبى وأقوم بصرفه على وعلى أولادى، ولم يميزنا بأى شيء أو امتيازات. واستطرد: بعد وفاة عبد الناصر حضر إلى منزل العائلة السادات وحسين الشافعى وبعض قيادات الثورة وقاموا بأداء واجب العزاء، وقال السادات فى المنزل "هذا منزل عبد الناصر والذى به طوبه حمراء وطوبه خضراء، كان عبد الناصر يملك أن يرفع هذا الطوب ويجعله طوبة من ذهب وطوبة من فضه ولكن كانت مبادئ عبد الناصر أن يبقى كما هو حتى الموت وبكى السادات. ويقول جمال عبد الناصر أحد أبناء القرية أن قرية بنى مر بها عدد كبير من المشكلات تأتى على رأسها زيادة نسبة البطالة بالرغم من زيادة نسبة التعليم بين شباب القرية ويأتى بعدها وجود زيادة نسبة الأملاح والمنجنيز بمياه الشرب التى يستخدمها المواطنون، مما أدى لزيارة الأمراض الناتجة عن زيادة هذه الأملاح فى مياه الشرب بالإضافة إلى ترعة السنط التى تكون البرك الطينية نتيجة صرف مخلفات المنازل بالترعة مطالبا بردم الجزء المتبقى منها بطول القرية. وأضاف شمس الدين محمود "مسعف" بالوحدة الصحية الموجودة بالقرية، أن الوحدة الصحية الوحيدة بالقرية لا يوجد بها أى خدمات تقدم للمواطن ولا يوجد بها أطباء إلا طبيب ممارس فضلا عن نقص الأدوية والأمصال، بالرغم من أن هذه الوحدة الصحية مبنية على مساحة كبيرة من الأرض تزيد عن 4000 متر وكان قد صدر لها قرارا بتحويلها لمستشفى مركزى وجاءت هيئة الأبنية وحددت المساحة ولكن فوجئنا بإلغاء القرار وتحويله لقرية أخرى. وأوضح صلاح عبد الحميد موظف بشركة بترول أسيوط أن القرية كان بها عدد من المشروعات الاقتصادية التى تم تدميرها منها مشروع تربية الدواجن وتربية الماشية التى تم بيع الأراضى المقام عليها هذه المشروعات وتشريد العمالة وتدمير الاقتصاد أما عن شوارع القرية فهى شوارع ضيقة وغير ممهدة، وتم تكسير الهد منها أثناء توصيل الصرف الصحى الذى توقفت الأعمال به بعد الثورة. مصطفى كامل حسن من عائلة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قال: بالرغم من قرابتى للرئيس الراحل إلا أننى أعيش فى منزل لا يوجد به مرافق ومسقوف بالخوص، وكنت موظفا بالصحة لمدة عام وبعدها تم طردنا من العمل. ومن جهته قال محمد حامد سليمان، رئيس الوحدة المحلية لقرية بنى مر، والذى يضع صورة الزعيم جمال عبد الناصر فى مكتبه، ان من أهم الأزمات التى تواجهه كرئيس للوحدة المحلية هو النقص الكبير لحصص الدقيق، حيث أن القرية بها 5 مخابز ويتم توزيع الخبز على المستفيدين منه عن طريق الاشتراكات ولا تتحصل الأسرة مهما كان عددها إلا على 12 رغيف فقط وهناك أعداد كبيرة من حديثى الزواج والأسر التى كانت مسافرة خلال فترة الاشتراكات تقدمت بطلبات للاشتراك للحصول على الخبز ولكن نظرا لقلة حصص الدقيق لم نستطع تفعيل هذه الاشتراكات. وتابع: طرق القرية تحتاج إلى رصف واكتمال مشروع الصرف الصحى الذى تم تنفيذ 95% منه ولم يتبق سوى 5%، فضلا عن زيادة نسبة الأملاح فى مياه الشرب، والمشاكل المتعلقة بمشروع الكسح نظرا لقلة سيارات الكسح وقلة عدد العمال، حيث إن عدد العمال بالوحدة المحلية بالقرية 6 أشخاص فقط بينهم 3 من ذوى الاحتياجات الخاصة والمعينون بنسبة ال5%.