كشف مصدر قيادى بالدعوة السلفية، أن الموقف الثابت لهم، ولحزب النور الذراع السياسية للدعوة، هو عدم المشاركة فى المظاهرات التى دعت لها قوى إسلامية، لتأييد الرئيس محمد مرسى نهاية الشهر الجارى، بهدف مواجهة المظاهرات التى دعت لها حملة "تمرد" وجبهة الإنقاذ، بهدف سحب الثقة من الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقال المصدر، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، لن نشارك فى هذه المظاهرات، تعظيماً لحرمة دماء المسلميين والمصريين، وهذا من الأصول الثابتة لدى السلفيين، ونرى أنه يدخل فى إطار الأصول الشرعية التى تحكم مشاركتنا فى العمل السياسى". وأكد المصدر، الذى فضل عدم ذكر اسمه، أن الدعوة السلفية وحزب النور يتوقعان أن التعرض لهجوم عنيف من جانب الإخوان وبعض الجماعات الإسلامية خلال الأيام القادمة، بهدف جرهم إلى المشاركة فى المظاهرات المؤيدة للرئيس، لكنه أشار إلى أن هذا الهجوم لن يغير من موقف الدعوة السلفية فى شىء. ورداً على سؤال ل"اليوم السابع"، حول احتمال أن يثير هذا القرار غضباً داخل الصف السلفى، قال المصدر، "نحن نرى أن السياسة تتبع الدين وليس الدين هو الذى يتبع السياسة، ونحاول طوال الوقت نتخذ مواقف لا تثير غضب الأتباع، لكن عندما يتعلق الأمر بأصل شرعى، مثل حرمة الدماء، فسنتخذ الموقف الذى يتفق مع الشريعة الإسلامية حتى لو غضب جميع الأتباع". وأشار المصدر إلى أن التوتر فى العلاقة بين الإخوان والدعوة السلفية بدأ بسبب رفض السلفيين طلب الإخوان بالمشاركة فى أحداث الاتحادية، التى راح ضحيتها مؤيدون ومعارضون للرئيس. وأضاف، "لم نقبل أن يدعونا الإخوان على عجل للنزول أمام قصر الاتحادية للمشاركة فى اشتباكات لا نعرف شيئاً عنها، بدعوى أن هناك مؤامرة على الرئيس ونظامه، وكان سبب رفضنا هو تعظيم حرمة دماء المصريين، ومنذ هذه الواقعة شعر الإخوان أننا لا نسير وراءهم كما يريدون". فى السياق ذاته، أكد مصدر بالدعوة السلفية أن مجلس شورى الدعوة سيجرى اجتماعاً آخر خلال أسبوع، لإعلان موقفه رسمياً من أحداث 30 يونيه، وأشار إلى أن الاجتماع الذى أجرته الدعوة أمس لم يتطرق لمناقشة هذا الأمر، واقتصر فقط على مناقشة بعض الأمور الإدارية وإعادة هيكلة المؤسسات داخل الدعوة، موضحاً أن الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، لم يحضر اجتماع الأمس، بسبب سفره إلى تركيا، كما لم يحضر أيضاً الشيخ أحمد حطيبة بسبب سفره إلى السعودية لأداء مناسك العمرة. وأكد بيان صادر عن اجتماع مجلس شورى الدعوة السلفية على ضرورة عقد اجتماع آخر لمجلس الشورى فى وقت قريب، يكون مكملاً لاجتماع الأمس. وأوصى البيان الختامى لمجلس شورى الدعوة السلفية، بمخاطبة مجلس إدارة الدعوة السلفية، بإعداد تصور عن إعادة هيكلة للمجلس التنفيذى وتشكيل لجنة لدراسة وترتيب الاقتراحات والشكاوى التى قدمت أمس فى ورش العمل لكى يتم تقديمها للمناقشة والتصويت أمام جلسة الشورى القادمة، ودعا البيان إلى تشكيل لجنة لوضع لائحة العمل الداخلى لمجلس الشورى من تشكيل أمانته العامة، وآليات تشكيل وعمل لجانه، وتقديم هذا لمجلس الشورى القادم. وأوصى البيان بتشكيل لجنة لتلقى طلبات العضوية الجديدة لمجلس الشورى، على أن تتلقى طلبات التزكية من مجالس إدارات المحافظات، وتقوم بدراستها وعمل المقابلات الشخصية متى لزم الأمر لكى ترفع تقريرها إلى مجلس الإدارة ليقوم بدوره بعرضها على مجلس الشورى القادم. وأشار البيان إلى تشكيل لجنة لدراسة تلقى الشكاوى من الأعضاء، والتحقيق فى شأن المتغيبين، كما قرر مجلس الشورى إسناد رئاسة جلسات مجلس الشورى للرئيس العام للدعوة، ولفت إلى استمرار العمل بهذا الأمر حتى يقرر مجلس الشورى انتهاء العمل به.
