لما تلاقى مرة واحدة وأنت قاعد قدام التليفزيون وبتضحك وعند أهم لقطة يفصل، وتلاقى الدنيا ضلمة والجو بقى أحر؛ ولما تكون بتصلى فى المسجد وأنت ساجد والدنيا منورة ترفع راسك تلاقيها كحل. لما تلاقى الشتائم كترت مرة واحدة فى الشوارع واللى رافع أيده وبيقول حسبنا الله ونعم الوكيل واللى بتنادى على ابنها وتقوله قوم ولعلك شمعة .. اعرف إن الكهربا قطعت !! ولما تلاقى الناس كلها فرحانة وبتجرى فى الشارع وتسمع أصوات التليفزيونات فى البيوت والناس تاخد بعضهم بالأحضان ويباركوا بعضهم لبعض متفتكرش إن مصر جابت جول !! ؛ ولا حد جديد فاز فى الانتخابات الرئاسية ! ولا تفتكر إن الكل جاب مجاميع عالية فى الثانوية أو التنسيق أتعدل حاله ؛ اعرف بس إن الكهربا رجعت !! دا ملخص للحالة اللى عايشنها على مر الأيام الماضية بسبب انقطاع الكهرباء لعدة مرات لمدة تتراوح ما بين الساعة وعدة الساعات بشكل عشوائى ومفاجئ ولما تسأل عن أسباب انقطاع الكهرباء يقال لك لتخفيف استهلاك الكهرباء عشان بقى فى ضغط كبير فى استخدام الكهرباء لأننا فى فصل الصيف ولارتفاع درجات الحرارة واستخدام التكييف والمبردات يزداد الحمل على الكهرباء ومن ثم يلجأ المركز القومى للطاقة إلى تخفيف الأحمال بقدرات تصل إلى 3000 ميجا وات وذلك عن طريق قطع الكهرباء بالساعات !! لتراودنا أسئلة فى عقولنا ... هل لا يوجد أى حلول أخرى نلجأ إليها بدلاً من حل قطع الكهرباء على الناس؟ وعن من تقطع الكهرباء .. أتقطع عن جميع أحياء مصر الأغنياء والفقراء المسئولين وغير المسئولين ؟! أم إن منازل وقصور " المهمين وأصحاب الأبراج والفلل " تظل الكهرباء عندهم بلا انقطاع ؟!! ونوفر لهم من كهرباء البسطاء ليستمتعوا هم بتشغيل المكيفات وأحواض السمك والإضاءات الرائعة والفادحة !! ونوفر الكهرباء لأصحاب " الملاهى الليلة والكباريهات والفنادق "!! ولا يجد المواطن البسيط كهرباء لتشغيل لمبة وحيدة أو تشغيل ثلاجته التى تحتوى على كيلو لحمة اشتراها منذ مدة من اجل شهر رمضان؟!! وإن افترضنا افتراض ليس بواقعى بأن الكهرباء تقطع عن جميع المنازل الراقية والشعبية والمصانع والمولات والمطاعم والجميع سواسية فهل يتساوى صاحب المنزل الذى لا يوجد به غير لمبة وتلفزيون ومروحة بصاحب منزل به التكاييف والمبردات والميكروويف والمكانس وكل الأجهزة الكهربائية مما لذ وطاب ؟!! هل يتساوى من يستخدم ال 7 كيلووات من الكهرباء يومياً بالذى يسحب ال 25 كيلووات فأكثر يومياً لتنقطع عنهما الكهرباء فى نفس الوقت بنفس عدد الساعات هل مازلنا لا نستطيع أن نضمن للبسطاء حقوقهم ونساويهم بغيرهم ؟!! أليس المساواة فى الظلم عدل ؟!! أليس أزمة الكهرباء هى عبء زيادة على الكهرباء يحدث نتيجة أناس غير البسطاء مرفهين ومن باب أولى أن يتحمل الوزر من تسبب فيه ؟! أم مازال نعيش تحت شعار من يستطيع أن يأخذ حقه بيده فليفعل ؟!! ليأخذ فى تلك البلد من يقدر حق من لا يقدر ؟!! وهؤلاء الذين يتحدثون عن حملات تخفيف استهلاك الكهرباء لماذا لا ينظرون إلى الشوارع المضاءة بأعمدة النور حتى الصباح فى معظم أحياء مصر ؟ ولماذا لا ينظرون إلى الأماكن المرفهة ؟! ولما لا يخاطبون المسئولين فى إيجاد حل فورى ومصدر جديد من الكهرباء ؟ ولما لا يخاطبون الذين يقطعون الكهرباء عن الناس فجأة بأن يعطوا تنبيهاً للناس بأن الكهرباء ستقطع فى ذلك اليوم فى الميعاد هذا ؟ حتى ينظم الناس أحوالهم وأشغالهم على تلك المواعيد ويفصلون أجهزتهم حتى لا تخسر ولما يتم قطع الكهرباء بشكل عشوائى ؟ لما لا نخصص ميعاد ثابت يوميا فى النهار بعيدا عن الأوقات المهمة التى نحتاج فيها إلى الكهرباء بشكل ضرورى ؟ مادام قطع الكهرباء أصبح عادة لدينا !!! فمن سيدفع ثمن الخسائر التى حلت بالمنازل قبل المصانع فكم من جهاز وكم من أطعمة ومشروبات فسدت بسبب قطع وعودة الكهرباء فجأة ؟! ونحن نعلم جيدا أن لدينا من المواطنين أناس يقول لسان حلهم ( يا حيطة دارينى ) فمن سيعوضهم عن خسائرهم؟!! فهل بسبب أزمة فى الكهرباء لعدم توفير عدد من الميجا وات وعدم ترشيد استهلاك الكهرباء لمن يستحق الترشيد حقاً نخلق بحر أزمات واختناقات تولد فى صدور الناس ؟!