يا إلهى أنتَ جاهى *** أنت لى نعم الرجاءْ هذه الدنيا هباءْ *** جُلّ ما فيها رياءْ وجهُهَا قد مكْيَجَتْهُ *** هل لمكياج ٍ بقاءْ؟ لو رأيتَ الودَّ منها *** فانتظرْ مِنْها الجفاءْ فابتساماتُ الليالى *** يختفى فيها البُكاءْ لو أتَتْ دنيكَ صبحاً *** سوف تمضى فى المساءْ تضحك الدنيا علينا *** إذْ ترى فينا غباءْ كمْ رأينا مِنْ أناس ٍ *** فى رداءِ الكبرياءْ أصبحوا بعدَ التََّعالى *** بينَ ذلٍّ وازدراءْ كمْ قصور ٍ شامخاتٍ *** فارهاتٍ فى البناءْ ثم أضحى ساكنوها *** بعدَ عِزٍّ فى العراءْ هكذا الدنيا بَدَتْ لى *** كلّ ما فيها هباءْ ------------- فى شبابى كنت نجماً *** فى صفوف الأصدقاءْ أملأ الدنيا ضَجيجاً *** فى الضحى أو فى المساءْ فى النوادى.. فى البوادى *** فى الحوارى.. فى الخلاءْ مثل عصفور ٍ طليق ٍ *** راح يشدو فى الفضاءْ كلّ يومٍ لى جليسٌ *** جاء يبدى لى الوفاءْ كمْ أحاطونى بحبٍّ *** كم تبارَوْا فى الثناءْ عندما ولّى ربيعى *** ثم وافانى الشتاءْ حينما أصبحتُ شيخاً *** ما لهمْ فيهِ رجاءْ كلّ مَنْ حولى توَارَوْا *** دون شىء من حياءْ صرتُ فى بيتى وحيداً *** لا أرى إلاّ الخواءْ بانَ لى الماضى جَلِيًّا *** بعدَ أن زالَ الغشاءْ هكذا الدنيا بَدَتْ لى *** جُلّ ما فيها رياءْ