لم يكن التعديل الوزارى الجديد على المستوى المطلوب، ولكن بكل صراحة كان هذا التعديل متوقعا وليس مفاجئا لنا، لأننا فى الأصل نرفض الدكتور هشام قنديل رئيسا للحكومة لأنه ليس لديه خطة أو رؤية سياسية واقتصادية واضحة تنهض بالبلاد وتحقق مطالب الثورة، التى ثار من أجلها الشعب المصرى كله، فلقد مرت عدة شهور على تولى الدكتور هشام قنديل الحكومة، ولم نر حتى الآن أى خطة أو سياسة واضحة المعالم كأننا نعيش سمك لبن تمر هندى. والسؤال الذى يطرح نفسه علينا: لماذا الرئيس محمد مرسى لديه إصرار على هذه الحكومة، رغم أنها فاشلة بمعنى الكلمة، الواضح أن الرئيس مرسى استخدم نفس أسلوب النظام السابق فى تغيير بعض الوجوه مع الاحتفاظ بنفس السياسة، ولم يأخذ بعين الاعتبار موقف القوى السياسية تجاه الحكومة، ورفض مطلب القوى السياسية فى وضع خطط واستراتيجية واضحة للحكومة لبناء اقتصاد قوى لتخرج مصر من الأزمات المتكررة ولتحقيق العدالة الاجتماعية. وأنا أرى أن استمرار هذه الحكومة بدون أهداف محددة وخطط مدروسة يجعل البلاد تغرق فى الأزمات أكثر وأكثر، وبهذا التعديل الوزارى تشتعل الأزمة والحدة والصراع بين القوى السياسية فى البلاد، وهذا دليل على إصرار وتعمد الرئيس محمد مرسى على إحداث نوع من الانشقاق والصدام بين القوى السياسية، وهو عكس ما يطالب به الجميع فى أن يقوم الرئيس محمد مرسى باحتواء الموقف والأزمة وإحداث نوع من التوافق الوطنى بين جميع القوى السياسية، والجميع لا يعرف ما هى الأسس والمعايير، التى تم على أساسها اختيار هؤلاء الوزراء الجدد، ولماذا وزير الداخلية باق فى منصبه، رغم علامات الاستفهام العديدة على هذا الوزير، ولم يحقق المستوى الأمنى المطلوب، ولم يقبض على البلطجية والخارجين على القانون، بل إن الوضع الأمنى فى مستوى متدن، ولماذا لم يتم تغيير الأستاذ صلاح عبد المقصود، وزير الإعلام، رغم أن الجميع يعترض عليه، نعم هناك علامات استفهام كثيرة للغاية على هذا الوزير الذى لا يعرف كيف يدار الإعلام أم لديه خطط لتطوير المستوى الإعلامى.. وهذه أمنية لن تتحقق أبداً، وعلامة الاستفهام الكبرى هى اختيار المستشار حاتم بجاتو فى التعديل الوزارى الجديد. بكل صراحة هذه الحكومة سيئة للغاية، ولن تستطيع حل الأزمات التى تمر بها مصر الآن، والتعديل الوزارى يؤكد أن الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء، ما هو إلا سكرتير تنفيذى لمكتب الإرشاد وللرئيس مرسى، وكلمتى الأخيرة للرئيس محمد مرسى من فضلك انتبه قبل فوات الأوان فمصر تمر بأزمات خطيرة للغاية وتدهور اقتصادى حاد. التوافق معالى الرئيس.. التوافق، الكفاءة وليس أهل الثقة، كلامى انتهى ولكن نحن مستمروووون حتى تتحقق مطالب وأهداف الثورة.