عبرت روسيا والصين عن قلقهما اليوم الاثنين، من التداعيات الإقليمية للغارتين الجويتين اللتين شنتهما إسرائيل على سوريا، فى حين هونت إسرائيل من الهجمات التى قال مسئولوها أنها استهدفت صواريخ إيرانية كانت فى طريقها إلى حزب الله اللبنانى. وارتفعت أسعار النفط صباح اليوم الاثنين، إلى ما يزيد عن 105 دولارات للبرميل الواحد وهو أعلى سعر منذ قرابة شهر فى حين أثارت الضربات الجوية التى وقعت يومى الجمعة والأحد المخاوف من أن يؤثر أى اتساع لنطاق الحرب الدائرة فى سوريا على صادرات نفط الشرق الأوسط. وسعت إسرائيل التى بدأ رئيس وزرائها زيارة للصين ليعطى انطباعا بأن الأمور تسير كالمعتاد إلى إقناع الرئيس السورى بشار الأسد اليوم، بأن الغارات الجوية لم تستهدف إضعافه ونفت احتمال حدوث تصعيد. وقال يائير جولان قائد القوات الإسرائيلية على الجبهتين السورية واللبنانية للصحفيين بينما كان يتريض ركضا مع جنود"لا توجد رياح حرب". ونقل عنه موقع معاريف ان.ار.جى الإخبارى على الانترنت، قوله "هل ترون توتر؟ ليس هناك توتر، هل أبدو أمامكم متوترا؟". وقال سكان ونشطاء ومصادر عسكرية بالمعارضة السورية، إن الهجمات أصابت أهدافا تحرسها قوات النخبة التابعة للأسد فى وادى نهر بردى وجبل قاسيون. وأضافت المصادر أن من بين الأهداف مجمعا له صلة ببرنامج الأسلحة الكيماوية السورية ودفاعات جوية ومنشآت للحرس الجمهورى. وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 42 جنديا قتلوا واعتبر 100 آخرون فى عداد المفقودين فى حين ذكرت مصادر أخرى بالمعارضة أن عدد القتلى 300 جندى. وقالت روسيا إنها تشعر بالقلق من زيادة احتمال حدوث تدخل عسكرى أجنبى فى سوريا وأشارت إلى أن بواعث قلقها ترجع جزئيا إلى تقارير إعلامية عن مزاعم باستخدام أسلحة كيماوية فى الصراع الذى سقط خلاله أكثر من 70 ألف قتيل. وقال الكسندر لوكاشيفيتش، المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية عن الضربات الجوية أنها مثار"قلق خاص". وأضاف"تصعيد المواجهة المسلحة أكثر يزيد خطر خلق مناطق توتر جديدة بالإضافة إلى سوريا ولبنان وزعزعة استقرار الأجواء الهادئة نسبيا حتى الآن على الحدود اللبنانية الإسرائيلية". واتهمت حكومة الأسد إسرائيل بمساعدة "إرهابى" تنظيم القاعدة بشكل فعلى وقالت إن هذه الهجمات تفتح الباب أمام كل الاحتمالات، وأضافت أن كثيرا من المدنيين قتلوا. ولم تقر إسرائيل رسميا بتنفيذ الهجمات لكنها نشرت بطاريات صواريخ إضافية لاعتراض الصواريخ فى الشمال، وقال مسئولون إسرائيليون إنه مثلما حدث بعد هجوم مماثل فى نفس المنطقة فى يناير، فهم لا يعتقدون أن يدخل الأسد فى مواجهة مع إسرائيل ذات التسليح الجيد فى الوقت الذى ينشغل فيه بمصيره. ويقول محللون عسكريون إن سوريا لن تستطيع مجاراة إسرائيل فى أى مواجهة، لكن دمشق بما لها من تأثير على حزب الله يمكن أن تفكر فى شن هجمات بالوكالة عبر لبنان. وقال مسئولون إسرائيليون أن الغارتين ليس لهما أى صلة بالحرب الأهلية فى سوريا لكنهما استهدفتا منع حزب الله الحليف لإيران من الحصول على أسلحة لضرب إسرائيل، إذا ما هاجمت تل أبيب المواقع النووية الإيرانية. وتنفى إيران اتهامات إسرائيل والغرب بأنها عاقدة العزم على اكتساب القدرة على إنتاج أسلحة نووية وهو نزاع قائم منذ فترة طويلة ويهدد الآن بالتشابك مع الصراع الدموى فى سوريا. ونفت طهران أن يكون الهجوم الإسرائيلى استهدف أسلحة لها ولم يصدر أى تعليق من حزب الله. وحثت الصين التى يزورها نتنياهو على ضبط النفس دون الإشارة إلى إسرائيل بالاسم. وأعاقت موسكو وبكين الحليفتان للأسد إجراءات مدعومة من الغرب ضد الأسد فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال مسئول أمريكى أن من المقرر أن يجتمع وزير الخارجية جون كيرى، مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، غدا الثلاثاء، لمعرفة ما إذا كان بالإمكان إقناع موسكو بدعم جهود التوصل لحل سياسى فى سوريا. وقالت الأممالمتحدة فى أعقاب الضربات الجوية أن الأمين العام للمنظمة الدولية دعا كل الأطراف "للتصرف بشعور بالمسؤولية لمنع تصاعد الصراع وهو بالفعل صراع مدمر وبالغ الخطورة". وبدأ الجيش فى تركيا وهى أحد أشد المنتقدين للرئيس السورى وتستضيف أكثر من 400 ألف لاجىء من الصراع المندلع فى سوريا مناورات عسكرية لمدة عشرة أيام فى قاعدة قريبة من الحدود. وأدى العنف فى سوريا إلى توترات إقليمية أوسع نطاقا بين إيران الشيعية والدول العربية السنية وبعضها حلفاء مقربون للغرب. وقال السناتور الجمهورى البارز جون مكين، أمس الأحد، إن الضربات الجوية الإسرائيلية قد تزيد الضغط على واشنطن للتدخل فى سوريا رغم أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يقول إنه لا ينوى إرسال قوات برية إلى هناك. وبعد غارة الجمعة دافع أوباما عن حق إسرائيل فى منع "منظمات إرهابية مثل حزب الله "من الحصول على أسلحة، وقال مسئول مخابراتى أمريكى أمس الأحد، أنه لم يتم إعطاء الولاياتالمتحدة أى تحذير قبل الضربات الجوية فى سوريا.