"ترجمة الأدب العربى لم ترق إلى ما يجب أن تكون عليه، وتُعد حركة الترجمة الأدبية من العربية متأخرة عن كثير من اللغات الأخرى، وفى المقابل يوجد تركيز على حركة ترجمة الأعمال الأدبية الأجنبية إلى اللغة العربية".. هذا ما أكدت عليه المترجمة مروة هاشم أثناء فعاليات الجلسة الختامية لمؤتمر أبو ظبى الدولى الثانى للترجمة، الذى عقده مشروع كلمة للترجمة تحت شعار "تمكين المترجمين". وأشارت "هاشم"، إلى أنه لا يتفق حجم ما نقلناه إلى اللغات الأجنبية إطلاقاً وحجم ما تحويه مكتبتنا العربية من أعمال أدبية، حيث يتوافر لدينا بالفعل حصيلة إنتاج عربى تمتد إلى ما يقرب من 16 قرناً منذ بدايات الأدب العربى التى ترجع إلى عام 450 ميلاديا.ً وقدمت "هاشم" ورقة عمل حول الترجمة الأدبية من العربية إلى اللغات الأخرى، وأوضحت فى كلمتها، أنه رغم الاهتمام الغربى المتزايد بالترجمة الأدبية من العربية إلى الإنجليزية خلال الفترة الأخيرة، إلا أن الأزمة الاقتصادية العالمية أدت إلى خفض الميزانيات المخصصة للترجمة، كما تعتمد عملية اختيار الكتب التى يتم ترجمتها من العالم العربى على عوامل سياسية اجتماعية، ولا تقوم بالضرورة على رغبة حقيقية فى اكتشاف الثقافة الأدبية العربية، ومن ثم يُنظر إليها على أنها مصادر توثيقية أو توضيحية وليست أعمالاً أدبية فى حد ذاتها. وانتقلت "هاشم"، للتأكيد على الحاجة إلى التركيز على ترجمة الأدب العربى إلى اللغات الأخرى قائلة: "إن الأدب هو المعبر الصادق عن حقيقة الثقافة العربية، ونحن نحتاج إلى من يعبر عن واقعنا الحقيقى وثقافتنا للآخر، من دون فوضوية النقل وعشوائية الانتقاء أو الترويج للمفاهيم الخاطئة عن العرب وثقافاتهم، والأدب العربى قادر على المنافسة والحصول على جوائز عالمية، ومدى انتشاره مرهون بأن نعرض ما لدينا من أعمال أدبية من خلال عملية ترجمة أدبية جيدة، تدرك المحتوى الثقافى العربى، وجماليات اللسان العربى، وكذلك تتقن أدوات التعبير باللغة المنقول إليها، مع أهمية توافر جهة داعمة ترعى هذا التحرك وخطة عربية شاملة، وتوجيه عملية النقل من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية فى مجالات العلوم والمعارف الحديثة. وقد تم تكريم المترجمة المصرية مروة هاشم لعضويتها فى اللجنة الاستشارية للمؤتمر التى تم تشكيلها فى ختام مؤتمر أبو ظبى الدولى الأول للترجمة العام الماضى، والتى قد ضمت فى عضويتها على الشعالى مقرر اللجنة "الإمارات"، تحسين الخطيب "الأردن"، ود. عز الدين عناية "تونس". الجدير بالذكر أن المترجمة مروة هاشم درست الأدب الإنجليزى بجامعة القاهرة، وقد صدر لها عدد من الكتب المُترجمة، منها: المجموعة القصصية "ترجمان الأوجاع" وكتاب "ظلال الاستهلاك" وكتاب "الحلقة المفقودة" وكتاب "التطريز فى الهند وباكستان" عن مشروع كلمة للترجمة، وكتاب "عبودية الكراكيب" وكتاب "فن الحياة" وكتاب "تقنيات الأداء المسرحى.. بناء الشخصية"، وكتاب "كيف تصبح ممثلاً موهوباً.. حول أسلوب فن التمثيل".