أصابت التخفيضات الكبيرة التى أعلنتها شركات الحديد أمس على أسعار البيع خلال شهر يونيه الجارى، حركة السوق بحالة من "الصدمة" التى قال الكثيرون إنها إما أن يتبعها مزيد من الركود فى السوق بسبب ترقب المستهلكين لمزيد من التخفيضات سواء من المنتجين المحليين أو من المستوردين، ومن ناحية أخرى يمكن لهذه الصدمة أن تعمل على تنشيط السوق مرة أخرى، خصوصا ونحن مازلنا فى بداية موسم الصيف وما يتضمنه ذلك كل عام من زيادة فى الطلب على مواد البناء عموما وحديد التسليح والأسمنت خصوصا. سالم غنيم – تاجر حديد- أكد أنه رغم الانخفاضات التى شهدتها السوق فى الفترة الأخيرة بالإضافة إلى التخفيضات التى أعلنت أمس من معظم الشركات إلا أن ذلك لم يغير شيئا من طبيعة السوق الحالية التى تعانى حالة من الركود غير الطبيعى، خصوصا فى مثل هذا التوقيت من العام الذى يشهد غالبا رواجا ملحوظا فى الطلب على الحديد والأسمنت لأنه مرتبط بعودة العاملين من الخارج والإجازات التى يحرص فيها المستهلكون خصوصا فى الريف على إتمام وتشطيب مساكنهم، بالإضافة إلى أنه موسم للزواج وما يعنيه ذلك من حاجة إلى الوحدات سكنية كاملة التشطيب وهو ما يحتاج بالطبع مواد بناء. ومن جانبه أكد خالد البورينى أول من استورد حديد التسليح فى مصر أنه لولا الحديد المستورد لما عاد الاستقرار لأسعاره إلى السوق بعدما وصل طن الحديد منذ شهور إلى 10 آلاف جنيه، متوقعا أن تشهد السوق مزيدا من الانخفاضات بشرط أن تستمر الحكومة فى دعم السوق وألا تستجيب لمطالب البعض بمنع الاستيراد أو فرض رسوم جمركية على وارداته بحجة حماية الصناعة الوطنية، مشيرا إلى أن المنتجين هم سبب الارتفاعات التى حدثت فى الماضى ولولا السماح بالاستيراد لاستمرت هذه الارتفاعات. أحمد يونس أحد المستهلكين قال إنه بدأ بناء منزلة منذ 3 شهور تقريبا ورغم سعادتى بانخفاض الأسعار، إلا أننى أنوى الانتظار بعض الوقت تحسبا لانخفاضات جديدة، خصوصا وأن هناك أخبارا عن عزم الشركات التركية تخفيض أسعارها مرة أخرى حتى تحدث توازنا مع الأسعار المحلية التى انخفضت، بحيث يكون المستورد دائما الأقل سعرا وحتى تحافظ على وجودها فى السوق المصريا. وعلى جانب آخر أكد محمد إبراهيم – مستهلك - أنه سيبادر باستغلال فرصة الانخفاضات الحالية لإتمام طابقين فى منزله بقيا من العام الماضى بدون تشطيب بسبب عدم قدرته وقتها على مجاراة الأسعار المرتفعة، وخصوصا وأنه يعمل فى إحدى الدول العربية ومضطر أن ينهى أعماله ومصالحه فى مصر قبل انتهاء الإجازة، معربا عن فرحته بحجم الانخفاض الذى حدث فى الأسعار خلال الشهور الماضية وتمنى أن تستمر الأسعار عند مستويات تناسب المستهلكين البسطاء. وكانت شركات الأسمنت أعلنت عن تخفيضات كبيرة لبيع شهر يونيو الجارى، حيث خفضت شركة بشاى للصلب سعر بيع الحديد لشهر يونيو بمقدار 50 جنيهاً، ليصل سعر الطن تسليم المصنع 2850 جنيهاً وللمستهلك إلى 3000 جنيه، كما خفضت حديد عز أسعارها بمقدار 150 جنيهاً، ليصل السعر إلى 3050 جنيهاً للطن تسليم المصنع، وخفضت شركتا مصر الوطنية والمصرية للصلب "العتال سابقا" أسعارهما بمقدار 350 جنيهاً، فى حين يباع الحديد التركى المملوكة ب 2750 جنيهاً تسليم الميناء.