سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"محمد" قاوم بمفرده 5 عاطلين أرادوا الاستيلاء على نقوده أمام بنك مصر بالهرم فقتلوه.. وأطلقوا الرصاص على المواطنيين لمنعهم من مطاردتهم.. وأحد المتهمين غادر مصحة لعلاج الإدمان قبل الجريمة ب20 يوماً
خرج 5 أشخاص إلى الشارع بحثاً عن ضحيتهم، تجولوا هنا وهناك بالشوارع الرئيسية، وبالأخرى الخلفية، لعلهم يتوصلون إلى هدفهم يسارعون الوقت قبل أن تلمحهم دورية أمنية قد توقفهم اشتباها بهم أو لفحص تراخيص الدراجتين الناريتين اللتين يستخدمونهما فى التحرك. وفى شارع الهرم وأمام فرع بنك مصر، اجتمعت أعينهم على شاب متوقف أمام ماكينة صرف آلى يسحب نقود، بينما سيارته بجواره، اتفوا فيما بينهم على مهاجمته وقرروا اقتناص تلك الفرصة، اقتربوا منه، هددوه ببندقية آلية كانت بحوزة أحدهم، حاولوا الاستيلاء على نقوده وبطاقته الائتمانية ومفاتيح سيارته، إلا أنهم فوجئوا به يقاومهم بعكس المتوقع، يتصدى لهم بالرغم من كثرتهم فقد كان قد اتخذ قراراً بالمقاومة حتى النهاية، حتى لو كلفه ذلك حياته، فى الوقت الذى بدأ فيه صبر الجناة ينفد، ليقرر من بحوزته السلاح إنهاء تلك الفوضى، ويصوب السلاح تجاه الضحية ويضغط على الزناد فتخرج رصاصة تصيب الضحية، تسقطه أرضا وتغرق دماءه أرضية المكان، وتنتهى المعركة بسقوط الضحية شهيداً دفاعاً عن ماله وتحول الأصدقاء الخمسة إلى قتلة. فى تلك اللحظات كان المارة من المواطنين قد شاهدوا المشاجرة واقتربوا من المكان، إلا أنهم فوجئوا بإطلاق الرصاص، حاولوا مطاردة القتلة، ففوجئوا بوابل من الأعيرة النارية العشوائية تطلق فى الهواء تمنعهم من ملاحقة المتهمين، ليفر الجناة، بينما ينتقل رجال المباحث إلى مسرح الجريمة، بعد إبلاغ الأهالى اللواء محمود فاروق مدير المباحث الجنائية بالجيزة عن الجريمة. كردون أمنى يفرض بمكان الحادث، وينتشر ضباط مباحث العمرانية لإجراء التحريات والبحث عن شهود من المواطنين فى محاولة للتوصل لهوية الجناة. العقيد محمود خليل، مفتش مباحث غرب الجيزة، يكشف عن هوية المجنى عليه، حيث يدعى "محمد.ا.ع"، 32 سنة، محاسب بشركة، ويخاطب مسئولى بنك مصر لفحص كاميرات المراقبة الخاصة بالبنك، والتى من المتوقع أن تكون سجلت التفاصيل الكاملة للجريمة، وبالفعل تم الحصول على التسجيلات الخاصة بالكاميرات لتكشف المشاهد عن حقيقة المتهمين، ويحدد العميد جمعة توفيق، رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، هوية الجناة، وتبين أن منهم مسجلين خطر ويوجد لدى رجال المباحث معلومات جنائية عنهم. اللواء محمد الشرقاوى، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، يشكل فريق بحث للقبض على المتهمين، بقيادة المقدم هشام حجازى رئيس مباحث العمرانية، ومعاونيه الرواد محمد طارق وهانى الحسينى ومحمد الجوهرى ضباط مباحث القسم، مهمتهم مداهمة مساكن المتهمين والأماكن التى يترددون عليها، ليتم القبض على 3 منهم فى كمين أعد لهم وهم كل من، "بلال.ع.ع"، 22 سنة عاطل، و"عصام.ع.و"، 18 سنة عاطل، و"محمود.ر.ع"، 22 سنة عاطل، اعترفوا بارتكاب الجريمة وأرشدوا عن المتهمين الهاربين، وهما "محمد.ق.ا" و"وسام.ض.ع"، عاطلان، ويكثف رجال المباحث تحرياتهم لضبطهما، حيث تتم مطاردتهما وتضييق الخناق عليهما ومحاصرتهما. وأكد مصدر أمنى أن المتهم الأول "بلال" كان يعالج من الإدمان بإحدى المصحات، وغادرها قبل وقوع الجريمة ب20 يوماً فقط، وتقابل مع أصدقائه واتفقوا على الخروج لقضاء سهرة بشارع الهرم، وأنهم ارتكبوا الجريمة بدافع السرقة، حيث كانوا يرغبون فى الحصول على أى نقود لإنفاقها على سهرتهم. وذكر صديق المجنى عليه "أسامة على"، فى تعليق له عقب وقوع الجريمة، أن "محمد" "كان أخ أصغر وقلب أكبر"، كان المرح يمشى على الأرض، لم يغضب أحدا، ولم ينهر أحدا كما أنه لم يعاد أحدا، فكان بسمة تمشى على الأرض، ويضيف أنه لم يلتق به منذ عدة أشهر، وفجأة بدون سابق ميعاد أتى إليه وصافحه وتعانقا بقوة ولهفة فى اللقاء والوداع وغادر بنفس الحب والشوق ونفس الضحكة التى لم تفارقه حياً أو ميتاً شهيداً إن شاء الله، من الصعب نسيان هذا الشخص لقد كان حالة فريدة من نوعها بالنسبة لكل من عرفه أو تعامل معه ترك فيه بصمة ترك فية خيالات، بالفعل كان زميله وشقيقه الأصغر، أعتقد أن كل من عرفه وتعامل معه يعتقد أنه الوحيد الذى كان يختصه بهذه المعاملة، وكل هذا الحب، وكل هذا العطاء، وكل هذا الكرم، وكل هذا السخاء، وكل هذه المشاعر الطيبة الجميلة الفياضة، كان إنسانا حنونا طيب القلب كان شديد الذكاء وسريع البديهة.