ما معنى الثورة؟ هى تغيير أساسى فى الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، يقوم به الشعب فى دولة ما، وإذا اقتصر هذا التغيير على الشأن السياسى فقط أصبحت مجرد إصلاحات سياسية تحققت نتيجة ضغوط شعبية. من هم الثوار؟ هم الذين كانوا ثوارا ومعارضين قبل الثورة للنظام الحاكم وقاوموا بطشه واستبداده وجهروا بالحق فى زمن الخوف وصمت الأغلبية، وكانوا أول من نزل الميادين ودعا للنزول، أما من انضموا للثورة بعد بدايتها فهم مؤيدون للثورة، ومن لحقوا بها بعد زوال أسباب الخوف وآلة القمع فهم ثوار ما بعد الثورة، ومن انتمى للنظام القديم وكان جزءا منه بلا أى معارضة له ثم أصبح يتحدث بخطاب الثورة بعد رحيل النظام هو من مدعى الثورية. هل فشلت الثورة؟ لا يقاس عمر الشعوب والأمم بالأيام ولا بالشهور، والثورة ليست مجرد مظاهرة كبرى أو اعتصام ناجح فقط، الثورة مساران مسار للهدم ومسار للبناء لا بد من السير فيهما بالتوازى، وكلاهما مرتبط بالآخر، واذا سرت فى مسار واحد منهما فلن تصل لتحقيق أهداف الثورة على الإطلاق، لن تستطيع البناء إلا إذا أزلت الركام وأتممت هدم أركان الفساد والاستبداد، ولن تستطيع الهدم إلا إذا بدأت فى مسار البناء لصناعة منظومة متكاملة تساعدك على اجتثاث أنياب النظام البائد من جذورها وتغيير الإطار الحاكم الذى صنع الدولة الاستبدادية التى قامت ضدها الثورة. ما هى أهداف الثورة؟ عمل تغيير جذرى فى الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية يأخذ بالدولة إلى الأمام، ويحقق للناس الكفاية والكرامة الإنسانية والحرية والعدالة الاجتماعية. هل القصاص من أهداف الثورة؟ القصاص جزء من تحقيق العدالة التى هى هدف رئيسى من أهداف الثورة، وحدوثه مؤشر على بداية تحقق العدالة، وتأخر حدوثه لا يعنى فشل الثورة أو انتهاءها، فحين تنجح الثورة فى إقامة منظومة العدالة الكاملة يصبح تحقق القصاص أمرا تلقائيا. هل توجد ثورة مستمرة للأبد؟ لا يحتمل أى شعب أن تظل الثورة مستمرة للأبد، لأنها لا تصبح حينها ثورة، ولكن يجب أن يستمر العمل لتحقيق أهداف الثورة بلا توقف. لماذا تعثرت الثورة؟ - عدم إدراك كثير من الثوار معنى الثورة الحقيقى، وتم اختزاله فى الشكل الاحتجاجى فقط دون العمل على بناء البديل واستخدام كل الأدوات فى إحداث التغيير العميق وليس الظاهرى فقط. - تفتت الثوار الشباب وانشغالهم بمعارك فرعية مع عدم ترتيب الأولويات مما تسبب فى تضخم أهداف فرعية على حساب أهداف أساسية فى حالة تحققها كان الناس سيشعرون حينها بحدوث تغيير. - عدم قيام النخبة الأكبر المؤيدة للثورة بدورها فى التوجيه وإنضاج الفكرة والحركة، بل تحولت فى أحيان كثيرة إلى عائق بسبب سوء الأداء. - تصاعد حالة الاستقطاب التى وصلت فى النهاية لاستخدام العنف لتصفية الحسابات السياسية. - سوء إدارة الفترة الانتقالية وسوء إدارة الإخوان للبلاد وإقصاؤهم للجميع، بحثا عن مشروع التمكين الإخوانى، مع عدم وجود الكفاءة لإدارة البلاد واعتماد معيار الثقة وليس الخبرة. من الذى أوصل الإخوان إلى الحكم؟ تفتت المعسكر الثورى، وتعدد مرشحيه وفشلهم فى الاتفاق على مرشح واحد، ما اضطر كثيرا من الثوار لعصر الليمون وانتخاب مرشح الإخوان فى الإعادة بدلا من مرشح النظام السابق، وبعضهم قام بالمقاطعة أو إبطال صوته. ماذا لو خسر مرسى الانتخابات وفاز الفريق شفيق؟ كان الإخوان سيحتلون موقع المعارضة ليرفعوا شعاراتهم التى لا تحتوى على برامج ولا خطط قابلة للتنفيذ مع استخدام الدين لتحقيق مكاسب سياسية، ولم يكن انكشاف فراغ هذه الشعارات ليحدث إلا بتحملهم للمسؤولية، وانتهاء أسطورة المشروع السياسى الدينى. هل يتحالف الثوار مع الفلول ضد الإخوان؟ الثوار بوصلتهم الثورة، والفلول بوصلتهم المصالح والقضاء على الثورة وعداء الفلول للإخوان، عداء مزيف يندسون به بين الثوار ليجهزوا على الثورة، لذلك فالثوار الحقيقيون سيظلون ضد الإخوان والفلول معا. هل هناك أمل؟ هناك أسباب كثيرة تدعو للأمل: - انكسار حاجز الخوف وعدم إمكانية قبول الاستبداد بمختلف صوره وأشكاله. - غالبية طليعة التغيير من الشباب الذين لن يرتضوا إلا تحقيق أهداف الثورة كاملة مهما طال الزمن. - ميلاد حركة طلابية جديدة فى مصر تنبئ عن مستقبل مبهر. - بغض الشعب للاستقطاب ونبذه فى نفس الوقت للنظام القديم مهما اندس بين الثوار. - سقوط ظاهرة الإسلام السياسى وتغييب الجماهير باسم الدين. ما الذى يجب أن نفعله؟ - إعادة ترتيب الأولويات والعمل على تحقيق الأهداف الرئيسية للثورة. - وحدة الصف الثورى وتصدر الشباب للمشهد مرة أخرى وتوليهم للقيادة. - إنشاء بديل ذى رؤية يعتمد على المنهجية ويبنى ظهيرا شعبيا يحسم معركة الشارع أو الصندوق الانتخابى. - المراجعة والتقويم المستمر للتأكد من سلامة الطريق والسير نحو الهدف.